(فلك أسود).. عرض نخبوي بلغة جماهيرية

627

بغداد /واع / فاطمة رحمة فُتحت ستارة المسرح الوطني، في السادسة من مساء أمس الخميس، عن سرير ينام عليه الفنان ضياء الدين سامي، وزوجته "بتول" الفنانة صفا نجم، أمام المرآة (تتمكيج)، يفزعها صوت إطلاقات "داعش" متواصلة؛ توقظه فلا يستجيب، وذلك ضمن أحداث مسرحية "فلك أسود" تأليف علي عبد النبي الزيدي ،وتمثيل ضياء سالم ،وحسن هادي ،وصفاء نجم ومن إنتاج دائرة السينما والمسرح وإخراج د. رياض شهيد. تروي "فلك أسود" عذابات العراقيين المتواصلة من معتقلات وإعدامات وسجون وحروب هوجاء وحصار وعقوبات دولية وإرهاب وفساد، ومن ثمة تختتم بـ "كورونا". ولشدة خوف بتول من اغتصاب الدواعش لها؛ تتحول إلى رجل؛ فيصطدم زوجها بـ "عبود الخشن.. محراث التنور" كما أسماها بعد التحول. تألق ضياء الدين سامي، بحركات جسدية معبرة درامياً ،وهو يتماهى مع الشخصية بإقناع تام للمتلقي، وأجاد حسن هادي بانفعالاته وانسابت صفاء نجم، بأداء فاق عمرها الفني لينبئ عن ولادة نجمة ذات مستقبل رصين، واستقى المؤلف علي عبد النبي الزيدي، بلاغة الواقع في نسج الحوارات، التي رسمها د. رياض شهيد بروعة على الخشبة". وظف المخرج الرقصات كجزء من التتابع الدرامي، مضيفاً جمالاً على رصانة النص، خاصة في مشهد مطاردة الدواعش للناس كصيد الغزلان، التي تتوهج باختفاء الجميع وراء السرير، مخرجين أيديهم مستغيثين كالغرقى في السرير!. تناسق الثلاثة ضياء وحسن وصفاء لتختتم المسرحية بتعقيم الصف الأول من جمهور المسرح الوطني ضد"كورونا" ،بينما الستارة تغلق. وقال مدير عام السينما والمسرح د. أحمد حسن موسى، لـ "واع": إن "الدائرة تسعى إلى استقطاب عامة الناس إلى جانب الوسط الثقافي، في متابعة مستمرة للمسرح الجاد؛ كي لا تعرض الأعمال يوماً واحداً أو يومين، بعد ثلاثة أشهر من التدريب، وترصد لمهرجانات قد لا تجيء ولا يشاهدها سوى النخبة". وأكد المخرج د. رياض شهيد أن "المصائب متوالية على العراق؛ لذلك أحرص على إيصالها والتفاؤل بالمستقبل". وأضاف المؤلف علي عبد النبي الزيدي: "وأنا أكتب الشخصيات، اتخيلها أدائياً؛ لأنني ابن مسارح الناصرية، كنت ممثلاً قبل احتراف الكتابة". العراقالمصدر