بغداد/ حسين حاتم
يستعد طيران الجيش لشن غارة على منطقة تابعة للطارمية خلال الساعات المقبلة. وتمكن الجيش نهار يوم أمس من تحييد المدنيين عن المنطقة فيما يعتقد ان مسلحين من التنظيم الإرهابي يختبئون فيها. وأعلن قائد عمليات بغداد اللواء الركن أحمد سليم، السبت، مقتل 5 عناصر من تنظيم داعش في المنطقة الواقعة شمال العاصمة بغداد.
وقال سليم في بيان مقتضب تلقته (المدى) إنه “تم قتل 5 إرهابيين في الطارمية من ضمنهم العسكري والإداري لشمال بغداد واعلامي الفلوجة كانوا يرومون تنفيذ هجمات ارهابية في العاصمة”. واخبر مسؤولون عسكريون موفد (المدى) خلال العملية ان الإرهابيين كانوا يرومون ارتداء احزمة ناسفة وتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مختلفة من العاصمة. بدورها، قالت خلية الإعلام الأمني، في بيان إنه “بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، تفيد بوجود مجموعة إرهابية في بساتين الطابي بقضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد، نفذت قوة مشتركة من الفرقة السادسة بالجيش العراقي والحشد العشائري عملية مداهمة على المكان واشتبكت مع هذه المجموعة الإرهابية”. وبحسب البيان ، “تمكنت القوات الأمنية من قتل خمسة عناصر إرهابية، كما أسفرت أيضاً عن استشهاد اثنين من الحشد العشائري وإصابة جندي”.
وأشارت الخلية إلى أن “عملية البحث والتفتيش مازالت في هذه المنطقة التي نفذت فيها المداهمة مستمرة”. من جهتها، أعلنت قيادة عمليات بغداد للحشد الشعبي، السبت، مقتل “والي الطارمية والمفتي الشرعي” بتنظيم داعش في “كمين محكم” شمال بغداد.
وذكر بيان لإعلام الحشد الشعبي أن “والي الطارمية والمفتي الشرعي بتنظيم داعش الاجرامي قتل بواسطة كمين محكم شمال بغداد”. أضاف البيان أن “قوة من فوج الطارمية التابع للحشد الشعبي اشتبكت مع مجموعة من داعش، ما اسفر عن قتل ثلاثة دواعش”. وأشار البيان إلى أن “الاشتباكات اسفرت أيضا عن استشهاد ثلاثة من مقاتلي الفوج واصابة اثنين آخرين، وما زالت الاشتباكات مستمرة”.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد اصدر امس، توجيهاً أمنياً جديداً خصه بأمن قضاء الطارمية، بعد ساعات من زيارة القضاء. وقال بيان لمكتبه الإعلامي تلقته (المدى) “ضمن حملة الحكومة وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، بالقضاء على عصابات داعش الارهابية والتي ادت الى مقتل قيادات الارهاب، أجرى الكاظمي، زيارة الى قضاء الطارمية للاطلاع والإشراف على العمليات الاستباقية التي انطلقت للقضاء على ما تبقى من عصابات داعش”.
وأضاف إن “الكاظمي زار مقر اللواء 59 عمليات المشاهدة، الفرقة السادسة، في قضاء الطارمية، يرافقه معاون رئيس اركان الجيش قائد عمليات بغداد”. واجتمع الكاظمي وفقاً للبيان بعدد من القادة الامنيين، واستمع الى ايجاز عن تطورات الوضع الامني في المنطقة، واطلع على تفاصيل العمليات العسكرية والامنية التي تنفذ لملاحقة مضافات الارهاب وتدميرها. ويقول المختص بالشأن العسكري والامني حاتم الفلاحي في حديث لـ(المدى) إن “تنظيم داعش هو من بدأ الهجوم على المنطقة وتسبب بارباك صفوف القوات الامنية”. ويشير الفلاحي الى أنه “رغم الخروقات الامنية في هذه المنطقة (الطارمية) التي تعتبر من المناطق الساخنة بالنسبة للتنظيم لم نر حتى هذه اللحظة ضبطا للوضع الامني فيها ونرى ان الخروقات تتكرر باستمرار”، مبينا انه “إذا كانت القوات الماسكة هي قوات نظامية فاعتقد ان هناك خللا كبيرا في هذه القوات الماسكة واذا كانت القوات الماسكة للقاطع هي قوات الحشد الشعبي فهذه القوات هي قوات غير نظامية فيمكن ان تحصل هذه الخروقات في المنطقة”. ويضيف المختص بالشأن الامني أن “هناك اشكالات حقيقية في مسألة ادارة الخطة الامنية في منطقة الطارمية”، مشيرا الى أن “هناك خللا في مسألة المعلومات الاستخباراتية او الجهد الاستخباري خصوصا وان هناك اشكالا ما بين التحالف الدولي الآن وما بين القوات الأمنية”.
ويردف الفلاحي: “يجب ان يكون الجهد الاستخباراتي سابقا لمثل هذه العمليات بحيث يمنع وقوعها”.
من جهته يبين المختص بالشأن الامني حسين علاوي في حديث لـ(المدى) أن “داعش يريد اختطاف المدينة وايقاف عجلة الحياة وتهديد العاصمة بغداد”.
ويضيف علاوي أن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان يعمل بنظرة استخبارية ولذلك العملية كانت ناجحة وستكون هي مفتاح لعمليات اخرى باتجاه تجفيف منابع الارهاب”.
ويصف استاذ الامن الوطني في جامعة النهرين عملية الطارمية بـ”الجهد الاستخباري الفعال والقدرة على تجفيف منابع الارهاب”.