بقلم : شاكر فريد حسن
أعلن البيت الابيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع مرسومًا برفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وأن الخرطوم وتل أبيب اتفقتا بوساطة أمريكية على تطبيع العلاقات بينهما بالكامل، وعلى جملة من التعهدات والالتزامات.
وبذلك يكون السودان القطر العربي الثالث بعد الامارات والبحرين، الذي يسير في درب التطبيع ويوقع اتفاق تطبيعي مع دولة الاحتلال، التي ما زالت تتنكر للحق الفلسطيني وتحتل شعبًا آخر.
وقد أشاد نتنياهو بالقرار ووصفه بانه ” عهد جديد للمنطقة “، بينما أعلن ترامب أن المزيد من الدول التي ستنضم للتطبيع، مرجحًا أن يكون عددها خمس دول على الأقل.
وهذا الاتفاق بين السودان واسرائيل هو ضربة مؤلمة وطعنة غادرة جديدة في ظهر وصدر الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وخروجًا على مبادرة السلام العربية.
وأعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه لاتفاق التطبيع جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أنه يمثل خطرًا على الثورة في السودان التي بدأت ضد نظام البشير البائد. في حين أعلن قوى تحالف الاجماع الوطني في السودان أن الشعب السوداني سيلتزم بمواقفه التاريخية وسيعمل من خلال جبهة عريضة لمقاومة واسقاط التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني من اجل الحصول على كامل حقوقه المشروعة.
ويمكننا القول أن اتفاق التطبيع بين السودان ودولة الاحتلال هو أمر مؤلم وخطوة خيانية، ولا يتفق مع مواقف وتاريخ السودان المناصر للقضية الفلسطينية، ونظام برهان الحاكم بهذا الاتفاق ينزلق بالسودان نحو الحضن الاسرائيلي الأمريكي ويقدم هدية مجانية للاحتلال الجاثم على صدر شعبنا الفلسطيني، ويشكل وصمة عار في تاريخ الأمة ويعزز نهج الهرولة والتطبيع.