كان الفوز الكبير الذي حققه بايرن ميونخ الألماني على برشلونة الإسباني 8 / 2 في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم دليلا على العمل الرائع الذي قام به هانسي فليك منذ توليه مسؤولية تدريب الفريق قبل تسعة أشهر. والآن فريقه الخيالي يواجه ليون الفرنسي في الدور قبل النهائي من البطولة الأوروبية، ولا يمكن لأحد أن يعرف ما الذى كان يحتفظ به مسؤولو النادي فى عقولهم بالفعل لفليك عندما تم تعيينه كمدرب مساعد في العام الماضي، ولم يكن مسؤولو النادي راضين تماما عن العمل الذي يقوم به نيكو كوفاتش رغم أنه قاد بايرن للفوز بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) والكأس في 2019، وجاء تعيين فليك لتدعيم الجهاز الفني.
وتولى هانسي فليك تدريب الفريق بصفة مؤقتة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما انفصل بايرن عن كوفاتش عقب الخسارة 1 / 5 أمام آينتراخت فرانكفورت، وبعدها بيومين فاز بايرن على أولمبياكوس 2 / صفر في دوري أبطال أوروبا، وبنهاية الأسبوع فاز بايرن على غريمه بوروسيا دورتموند 4 / صفر، حيث تم السماح لفليك بالبقاء كمدير فني لنهاية العام، وبعد ذلك لنهاية الموسم، وبعد أن حافظ الفريق على سلسلة انتصاراته تم منحه عقدا حتى 2023 خلال فترة التوقف المتعلقة بفيروس كورونا.
والآن، بعد الفوز بالبوندسليجا وكأس ألمانيا، أصبح فليك /55 عاما/ لاعب بايرن السابق على بعد انتصارين فقط من تحقيق الثلاثية التي حققها يوب هاينكس مع الفريق، حيث أنهالت عبارات الثناء على فليك قبل أن يقود الفريق في مباراة الدور قبل النهائي بدوري الأبطال أمام ليون، حيث أن فريقه هو المرشح الأبرز للفوز والوصول للمباراة النهائية ومواجهة الفائز من اللقاء الذي يجمع بين باريس سان جيرمان الفرنسي ولايبزج الألماني.
وقال كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي للنادي عقب الفوز على برشلونة :"كل شيء تغير منذ أن تولى فليك تدريب الفريق"، ووصف الفريق بأنه يقدم أداء مذهلا، كما تم تشبيه فليك بهاينكس باعتباره حنونا وفي نفس الوقت ملتزم وحازم للغاية، ولقد أعاد السلام في غرفة خلع الملابس، ويشعر كل اللاعبين بأنهم مهمون، وأعطى الثقة لمفاتيح لعبه مثل المهاجم توماس مولر والمدافع جيروم بواتينج بعد أن استخدمهم كوفاتش بشكل ضئيل.
وقال بواتينج، الذي ظهر أنه على طريق الرحيل من بايرن العام الماضي ولكنه استعاد مستواه العالي :"بالطبع من المهم للاعب أن يحصل على ثقة المدرب وأن يستمتع بكرة القدم. هذا مهم للغاية، وهذا كل شيء".
وأنهى مولر، الذي قضى كل مسيرته مع بايرن ميونخ، الموسم الماضي من البوندسليجا مسجلا رقما قياسيا من حيث صنع الأهداف حيث صنع 21 هدفا بفضل الثقة التي منحها فليك له، وشبهه بمدرب الفريق السابق جوسيب جوارديولا.
وقال مولر :"عدنا لهذا تحت قيادة هانسي إلى حد ما، حيث توجد مبادئ توجيهية واضحة لكل مركز".
طريقة لعب بايرن واضحة، ضغط مستمر على المنافس والهجوم الذي أدى لتحقيق 31 انتصارا من 34 مباراة خاضها الفريق تحت قيادة فليك، وتسجيل أكثر من مئة هدف في هذه الفترة. ولم يخسر بايرن منذ مطلع كانون أول/ديسمبر الماضي محققا 27 انتصارا من 28 مباراة لم يخسرها الفريق، بما في ذلك آخر 19 مباراة والمباريات الـ13 التي خاضها الفريق عقب استئناف النشاط.
وكانت مباراة برشلونة، حيث تقدم الفريق 4 / 2 مع نهاية الشوط الأول و5 / 2 بعد مرور ساعة من المباراة، تتويجا لأدائهم تحت قيادة فليك، الذي لا يستسلم أبدا.
وقال فليك :"أهنئ لاعبي الفريق للحفاظ على قوتهم عندما تقدموا في النتيجة بفارق كبير. هذه هي عقليتنا، هذا ما نلعب لأجله، وهو ينطبق على هؤلاء الذين يشاركون في المباريات".
وكان من أبرز مشاهد مباراة برشلونة هي لقطة الهدف الخامس عندما انطلق ألفونسو ديفيز، الذي أصبح على أعتاب أن يصبح ظهيرا أيسر عالميا، بشكل منفرد، كما أن روبرت ليفاندوفسكي رفع عدد أهدافه المسجلة هذا الموسم في كافة المسابقات إلى 54 هدفا.
وسجل فيليب كوتينيو هدفين بعد مشاركته كبديل أمام ناديه الأساسي،رغم أنه لم يصبح لاعبا أساسيا، ولكن مثل اللاعبين الاحتياطيين، جعله فليك يشعر بأنه مهم مثل اللاعبين الأساسيين.
وقال مولر :"الطريقة التي لعبنا بها كانت مميزة. أعظم شيء هو أن اللاعبين الذين يشاركون من مقاعد البدلاء كانت لديهم نفس الروح".
ويعرف الحارس مانويل نوير وبواتينج ومولر مدربهم فليك من المنتخب الوطني الوطني، عندما توج المنتخب الألماني بكأس العالم 2014 حيث كان فليك مساعدا ليواخيم لوف.
الخبرة في مثل هذه البطولة الفريدة لا تقدر بثمن بالنسبة لبايرن ميونخ في بطولة دوري أبطال أوروبا المختلفة هذا الموسم والمقامة حاليا في لشبونة.
ودخل بايرن مباريات دور الثمانية تقريبا جاهزا تماما ومرتاحا، حيث أشرف فليك على التدريبات الإلكترونية والتدريبات الأخرى بشكل جيد جدا خلال فترة التوقف بسبب الفيروس، وفيما بين نهاية الموسم المحلي واستئناف مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويعد بايرن ميونخ هو المرشح الأبرز للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا يوم الأحد في ملعب النور، ولكن فليك قال إن الثمانية أهداف التي سجلت في مرمى برشلونة لا تعني شيئا مع بداية مباراة الأربعاء.
وقال فليك إن الهدف الأسمى واضح "أن نكون على القمة".