عام 2021 بين الآمال وتغيير الاحوال
في بداية كل عام جديد تتبادل التهاني في ذكرى رأس السنة الميلادية .فترى الاحتفالات السنوية التي بتشارك بها اخوتنا المسحين و ترى روح المشاركة بين كل الفئات في تبادل الزيارات و التهاني .و من الجدير بالذكر نرى الجميع مشترك في سنة 2021 في الامنية الاولى وهي رفع وباء فيروس كورونا عن البلاد وكافة البلدان .فقد كانت سنة 2020 مخيبة للآمال في نشر هذا الفيروس و الذي قتل العديد من الشخصيات المهمة سواء كان في العراق او في الوطن العربي .فهنا لابد ان نذكر المرحوم (احمد راضي) النجم الدولي السابق و الذي كان رحيله مفاجئ للجميع .ولكن هذه حكمة الله عزوجل .وغيرهم من المبدعين مثل الكابتن (ناظم شاكر) الذي كان رحليه صدى مؤثر في حياة الرياضة العراقية .اما على صعيد المستوى الفني فقد نجد رحيل النجمة المصرية (رجاء الجداوي) (رحمها الله) اثراً بالغاً في الاوساط الفنية في مصر . و نجد على ضوء انتشار ذلك الفيروس قد خلفَ العديد من الازمات المالية متمثلة في انخفاض سعر النفط العالمي اذ وصل دون 35 دولار مما شكل ازمة تمثلت بضعف السيولة المالية و التي ادت الى الرفع المفاجئ للدولار الى مستويات متعددة منها (146) الف دينار .و ادت الى وجود ازمة في السوق من حيث ارتفاع الاسعار و احتكار التجار للمواد العامة ولا سيما المواد الغذائية .نجد هذا التغيير جاء بعد وجود ازمة في الرواتب و في جميع دوائر الدولة العراقية .و لاسيما بعد المصادقة على قانون الاقتراض الداخلي الذي زاد من الازمة المالية .في غضون ذلك نجد تضارب في الآراء في بنود موازنة 2021 والتي ادخلت العراق في ازمة ليست على المستوى المالي .بل على جميع المستويات .من حيث ايقاف العلاوات والترقيات منذ بداية 2020 .و ادخال البلاد في فوضى عارمة متمثلة بانتشار السلاح المنفلت لعدة مليشيات اخذت تتحكم بالصوت العراقي .و محاولة كتم صوت الحق من خلال ادخال المواطن في حالة حرب اهلية .و نرى قانون جرائم المعلوماتية قد وضع على طاولة مجلس النواب العراقي للحد من المطالبة بحقوق الانسان في التعبير عن رأيه .اما للحديث عن سنة 2021 فلها عدة معايير منها ادخال العراق في سلسلة من القرارات الغير مدروسة منها التأكيد على عملية الانتخابات المبكرة في السادس من حزيران من عام 2021 و التي يؤكد عليها الكثيرين من القوى السياسية متناسين الركائز الاساسية في اجراء الانتخابات .و من هذه الركائز هي ضبط الملف الامني في العراق .من خلال ضبط السيطرة على المليشيات الحاكمة في العراق .والتي تعمل غالبا لصالح الدول الاقليمية .و كما ذكرنا في وقت سابق و مع شديد الاسف صعوبة السيطرة على الملف الامني من خلال وجود مبادئ متمثلة بخلط الاوراق من خلال نشر الفوضى في البلاد متمثلة بتواجد الاحزاب التي تعمل لصالح دول اقليمية تعمل على اضعاف العراق بشتى الاشكال .ومن الجدير بالذكر نجد دخول العراق في ازمة مالية خلق نوع اخر من الازمات .جعلت العديد من ابناء الشعب العراقي وسط سلسلة من التساؤلات منها : ما مصير الشعب العراقي من هذه الازمة و لاسيما في تأخر اقرار الموازنة لا اكثر من عامين .و التي جمدت المصالح العراقية في كافة انحاء البلاد .فنجد تضارب الآراء في اقرار الموازنة سواء كانت التشغيلية ام الاستثمارية .فذهب البعض الى خلق حالة الاضطراب من خلال تأخير الرواتب و الاقتراض الداخلي الذي ادخل العراق تحت طائلة اخرى من الديون تضاف الى ديونه الاخرى .و في ظل ذلك باتت الكثير من الاجراءات الروتينية المتمثلة بالتعيين والنقل و التنسيب والكثير من الامور المتعلقة بأمور العراق باتت مجهولة المصير .وتجدر الملاحظة الى وجود حالة من التوتر منها المطالبة بحصة اقليم كوردستان السنوية .والتي اشعلت حدة التوتر بين المركز والاقليم .جعلت تزايد الاختلاف في وجهات النظر .و من جهة اخرى نجد التظلم بحق محافظة البصرة .الغنية بثرواتها .فقد يتبادر الى الاغلبية في ان محافظة البصرة غنية بثرواتها من النفط او المعادن الاخرى التي تزود العراق بأكمله بخيراتها و ذلك من خلال حصص الموازنة .ولكن مع شديد الاسف استغلت بعض القوى السياسية تخاذل البعض من اعضاء مجلس النواب في خلق فرص للتمايز بين محافظة واخرى .و بالرجوع الى ملف اجراء الانتخابات المبكرة .نجده ملف معقد لما يحمل من تضاربات في الآراء كما ذكرنا سابقاً من خلال عدم وجود الاسس الصحيحة لا أجراء الانتخابات .فنرى وجود سلسلة من القواعد متمثلة بخلط الاوراق كاستعمال موازنة 2021 كورقة انتخابية لغرض تمرير الموازنة .و نجد ما يميز انتخابات 2021 هو الحث على استخدام الدوائر الانتخابية المتعددة اي تقسيم المناطق الانتخابية الى عدة مراكز اتنخابية .مما يعمل على الحد في عملية في الحد من تزوير الانتخابات والذي اصبح حديث الشارع العراقي .كما نجد الحث على استخدام البطاقات البايومترية .وذلك من خلال دعوة السيد رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) الى اعتماد البطاقة البايومترية للحد من عملية التزوير في نتائج الانتخابات .و لكن مع شديد الاسف اصبحت الثقة معدومة في العراق من وجود حكومة اقوال بدل حكومة الاعمال .و هذا المبدأ اعتمد عليه الشعب العراقي منذ 2003 وحتى الان .في ظل وجود اناس تتحدث عن مبدأ العمل لصالح العراق و دعم المواطن العراقي في حين تجد مبادئ القوى السياسية سواء كانت التنفيذية او التشريعية عكس ذلك .فتجد استغلال المحاصصة و الطائفية في وجود البرامج الانتخابية و الربط بين الانتخابات و صفقات الفساد المنتشرة في كل العراق .اضافة الى وجود عوامل عدة منها .وجود الكتل والاحزاب السياسية .والتي تعمل على التسويف والمماطلة في الانتخابات .و من الجدير بالذكر ان الاغلبية الجماهيرية المتمثلة في ثورة تشرين 2019 باتت تعمل على اعتماد الضوابط الديمقراطية الصحيحة في الانتخابات من خلال اعتماد مبدأ السلم المجتمعي .في العمل من اجل عراق واحد خال من أيا مما ذكرته في اعلاه .في العمل على مبدأ حب الوطن .و محاولة نشر الوعي من اجل تقارب الافكار .و تحديث سجلات الناخبين .ولكن نجد هنا الرفض من قبل بعض القوى السياسية .فلايزال البعض يعيد تجربة النظام البائد في السيطرة على الحكم بأي شكل من الاشكال من خلال محاولة اعتماد الاسس الطائفية و خلط الاوراق .و الاعتماد على الاسس المدرجة في الانتخابات السابقة والتي من ابرزها المحاصصة .فقد يقسم العراق الى كتل و احزاب يبنى على اساسها مبادئ كثيرة منها الاقاليم و المكونات .و يكاد ملف الانتخابات اصبح حديث الساعة في الفترة الاخيرة .لاسيما في بداية 2021 .هنا ننوه الى مسألة مهمة جداً .الا و هي عملية اصدار القرار اصبحت مجرد كلام في وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي .حيث نجد منذ تولي السيد مصطفى الكاظمي مهام رئاسة الوزراء .بات يؤكد على الانتخابات المبكرة في السادس من حزيران عام 2021 .و لكن في ليلة وضحاها اصدر قراراً بتأجيل الانتخابات الى العاشر من شهر تشرين الاول من عام 2021 .و في غضون ذلك تواجه بعض الجهات الرفض الشديد لتأجيل الانتخابات و هنا ظهرت عدة تساؤلات في الشارع العراقي سواء كانت جهات تنفيذية ام تشريعية .منها مالغاية من تأجيل الانتخابات ؟ . وهل نستطيع اعتبارها لعبة سياسية اخرى ان صح التعبير ؟ .وبنفس الوقت نجد هنا عدة اجوبة .حيث تجد قصر المدة الزمنية في تحديث سجلات الناخبين . و هنا يزداد الشكوك لدى الشعب العراقي .و لكن بنفس الوقت نجد هناك توجه شامل للعراقيين في المشاركة .لا سيما في ختام حديثنا اننا نؤكد على المضي نحو عراق جديد خال من كل العناصر التي تريد لصالحها الشخصي .بعيداَ عن حق المواطنة و ادخال البلاد في فوضى عارمة .فنهتف و بصوت عالي (لبيك يا عراق )
فواز علي ناصر الشمري