وصلتني من الاخ أبو أحمد الركابي صورة تذكارية لأوّل مدرسة دخلتها عام 1960م أواسط القرن الماضي, و أشكر الأخ الركابي على تفضله بذلك, مكاني في الصورة جالس إلى يسار الأستاذ جاسم محمد علي تقي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و الذي توفى قبل أشهر من هذه السنة و كان مرشد الصف أنذاك, يليه تلاميذ الصف الخامس الابتدائي في العام 1966 وتفاصيل الصورة تبدأ كما يلي:
– الاستاذ جاسم محمد علي ثم التلاميذ على يساره جلوسا كل من :
عزيز حميد روبالي(أنا) – باسم محمد كاظم جودي – محمد رضا(رحمه الله)/ نعيم توفيق/ الشهيد فاضل محمد محمود (رحمه الله) بيده لوحة الدلالة للصف الخامس.. وسعيد مردان عبد الله (رحمه الله)/ اياد عزيزحميد /حميد مجيد عبي /فاضل غلام حسين (ابو عباس القصاب) /علي سلومي منيح(رحمه الله) / خليل حسني (خال النقيب علاء سمير) /مزهر وحيد/ فواد غلام حجي حسين /سعيد عبد /عادل محمد أمين الخياط /حسين ماماولي/هادي صالح/عقيل رجب (تيله) /محسن على زاري (رحمه الله)/حسين علي طاهر(رحمه الله)/محمود توفيق محسن (رحمه الله) و سيد حسين سيد علي اكبر (حسون) /الشهيد موسى محمود خسرو (رحمه الله)/هادي محمود سمين(رحمه الله)/جابر غلام حسين /ابراهيم إسماعيل طاووس/جاسم قاسم/كاظم جواد (رحمه الله)/الشهيداحمد وهاب شهاب(رحمه الله)/محمد صبر عباوي /جواد كاظم /رحيم رضا/سيد كاظم سيد محمد أبو رغيف /كامل قاسم/سميع مجيد خجاوي/كاظم صيفي/رحيم ملك / رشيد حميد يحيى سعود(ابو حسن) ..
وتلك الأيام نداولها بين الناس .. و هكذا تمضي السنون ونحن ما زلنا ندور في حلقات مفرغة .. لا أهداف ستراتيجية كبيرة و لا أمنيات كونية و لا و لا .. سوى تكرار المكرّرات اليومية و رتابة الأيام .. لكن رغم كل هذه العواقب إلا أنك لا تستطيع أن تعبر بسهولة تلك الطيبة و الصّفاء و البراءة و الحياء و غيرها من الصفات الحميدة .. الجميلة اللطيفة التي زيّنت تلك الوجوه الملائكية و حال الناس عموماً ؛ صفات ملائكية بحقّ .. و لا وجود لها بين الناس بعد في عالم اليوم خصوصاً لدى سياسيّ وحزبيّ السلطة و الطبقة البرجوازية و الغنية في العراق .. أنّهم ألفاسدون الجهلاء الذين لا يعرفون حقاً ولا ذمة و لا مراتب و لا قيم و لا حقوق بسبب موت قلوبهم و قساوتها, لهذا يرتكبون كل صغيرة و كبيرة إلا ما عصم الله منهم!
و تلك هي إفرازات تربية صدام التي علّمها للنّاس حيث كان المقياس الحزبي و العشائري و لا يزال هو المقياس في تحديد قيمة الأنسان و مركزه الأجتماعي و توزيع المسؤوليات ؛ ليصبح حسن المجيد على سبيل المثال قائداً و عبد حمود الشخص الثاني بعد صدام, و كامل حسين وزيراً لعدّة وزارات لا وزارة واحدة, و برزان رئيس عدّة دوائر أمنيّة و مخابراتيّة و هكذا باقي المسؤوليين و المحافظين من دون أي إعتبار للقيم و العلم و الاخلاق و مراعاة المراتب الإدارية و الصنفية و الأنسانية .. بل كان العكس هو الحاكم و لا يزال للأسف تتكرر تلك المشاهد, ..
و عراق اليوم يطبع نسخة مصورة عن عراق صدام في توزيع المسؤوليات و التقيمات الحزبية الجاهلية مضافاً لها المحاصصة المقيتة .. لكن بألوان و طبعات و عناوين جديدة!
و كيف لا يكون ذلك .. حين يتّحد الشعب مع تلك الحكومة التي وصفناها آنفاً و التي إستبدلت ألسّلام بآلحرب؛ و اللطف و المحبة بآلقسوة و العنف؛ .. و كتابة التقارير بعضهم على بعض بدل كتابة بحوث حول التقارب و التعارف؛ .. ليصل الوضع شيئا فشيئا إلى قتل و تشريد أولياء الله ليبقى بدلهم النطيحة و المتردية و….
إن مجتمعاً لا يستسيغ قبول موسى محمود خسرو صاحب القلب الطيب و العالم الكبير و بديع عبد الرّزاق الآية الكبرى و كريم قادر و فؤأد محمد سالي و فوقهم محمد باقر الصدر … و يستبدلهم بمن هم ألأدنى و الأحقر و الأذل الأرذل؛ لهو مجتمع جاهليّ و مصاب بآلأميّة الفكريّة حدّ النخاع رغم إن بعضهم ريما يحمل عدة شهادات دكتوراه .. لكنه أميّ بإمتياز بحسب معايير (الفلسفة الكونية العزيزية) إلى الحد الذي يخاف العراقي اليوم بعد ما فهم جوانب من الوضع ألمأساوي القائم؛ من تأسيس منتدى أو مجلس للفكر و البحث و الأدب .. و يفضل أن ينتمي لحزب كآلبعث أو الدعوة أو غيرها أو عشيرة أو مذهب أو أية جماعة تضمن له ملأ البطن أو تأمين راتب!
لذلك مع هذا الوضع المُعاش و الذي ما زال قائماً بألوان و عناوين أخرى؛ لا أمل و لا نتيجة و لا ثمر و لا مستقبل في العراق .. سوى النفط الذي ستر بطون العراقيين مؤقتاً بفضل طبيعة العراق, و الله يستر من الجايات.
ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي
ملاحظة: تصور صف (شعبة) في مدرسة أبتدائية قدّمت أكثر من نصف الصف إما شهداء أو مفقودين أو مسفرين أو مهاجرين, بسبب عدم إنتمائهم أو معارضتهم لحزب السلطة, فهل يمكن أن تعتبر هذا وطناً آمناً!؟
عزيز الخزرجي