لمّحت صحيفة إيرانية محافظة ، اليوم الأربعاء ، الى احتمال تكثيف هجمات الميليشيات على القوات الامريكية في العراق خلال الأيام المقبلة ، مشيرة الى ان الوجود الأمريكي في هذا البلد “بات لايطاق لأبناءه” ، لذا من “المحتمل” أن تقوم من سمتها الصحيفة بـ”مجموعات المقاومة” في إشارة الى فصائل في ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران ، ان تتحرك من نفسها “وتشن هجمات ضد القواعد الأمريكية”.
صحيفة “كيهان” الإيرانية اليومية المحافظة التي يديرها حوسين شريعتمداري مستشار المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ، نشرت في طبعتها الفارسية ، تقريراً نرجمته (باسنيوز) قالت فيه ، أن الهجمات الدموية الأخيرة التي نفذها تنظيم داعش في بغداد ومحافظة صلاح الدين الشمالية ، والتي راح ضحيتها 43 عراقياً وأكثر من 110 جرحى ، “تمت بدعم وإدارة أمريكية” ، مضيفة ” سرعان ما أدرك العراقيون أن الرئيس الأمريكي الجديد ، جو بايدن ، لا يختلف عن سلفه ولا يريد أن ينتبه ويحترم إرادة الشعب العراقي” .
ووصف تقرير الصحيفة ، حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بـ”السلبية” مشبهاً الوضع العراقي حالياً بالسنة التي تلت قيام ثورة الخميني في ايران واحتلال السفارة الامريكية واخذ الدبلوماسيين الأمريكيين رهائن ، قائلاً إن ” السلبية الشديدة لحكومة مصطفى الكاظمي تجاه الولايات المتحدة أنهت صبر الشعب العراقي والفصائل العراقية” ، منوهاً الى ان ” التطورات في العراق هذه الأيام تشبه إلى حد بعيد ما عاشه الشعب الإيراني في عام ونصف بعد الثورة الإسلامية (1978) ، في ذلك الوقت ، على الرغم من حدوث ثورة كبيرة ضد أمريكا في إيران ، كانت الحكومة المؤقتة تحاول تجاهل الظروف الثورية والسير في طريقها الخاص. وهتف الناس الموت لأمريكا في الشوارع لكن حكومة تصريف الأعمال كانت وراء الكواليس تتفاوض مع الولايات المتحدة! “.
ومضت الصحيفة ، بالقول ان الفجوة كانت تتسع بين الحكومة والشعب (في ايران) حتى استقالت الحكومة وتمت السيطرة على “عش التجسس” في إشارة الى السفارة الامريكية ، وتم تشكيل حكومة “ثورية” قائمة على الإرادة الثورية للشعب ، بحسب الصحيفة ، وأن ايران تخلصت حينذاك من سياسات واشنطن “المتعجرفة والتدخلية”.
تقرير الصحيفة الإيرانية ، أشار الى ان الوضع في إيران حينذاك “هو الوضع في العراق اليوم” ، فوفق التقرير يتظاهر ملايين الأشخاص ويرددون شعارات مناهضة للولايات المتحدة ، ويدعون “المحتلين الإرهابيين الأمريكيين” لمغادرة بلادهم ، ويعبرون عن احتجاجهم للسلطات العراقية بشتى الطرق ألا أن الدولة (حكومة الكاظمي ) تنطوي على نفسها وتسير في طريقه ، واعتبرت الصحيفة ذلك “تجاهلاً لمشاعر الشعب العراقي”.
وانتقد تقرير الصحيفة ، تصريح وزير الخارجية العراقي د.فؤاد حسين مؤخراً ، والذي كان قد قال فيه إن الشعب العراقي بحاجة إلى وجود قوات التحالف ، كما هاجم التقرير بشدة رئيس الوزراء الكاظمي بالقول ” يتصرف الكاظمي وكأن الشعب ليس لديه مثل هذه المطالب (مغادرة الأمريكيين) على الإطلاق ، أو مطالبه شيء آخر”.
وأشادت الصحيفة بقرار البرلمان العراقي مطلع العام الماضي بالمطالبة بمغادرة القوات الامريكية (كان قد اُتخذ من قبل كتل شيعية في غياب الكورد والسنةعن الجلسة) ، وكتبت ” من بين المؤسسات الحكومية ، كان البرلمان العراقي وحده هو الذي لبى المطالب العظيمة للشعب ووقف بحزم ضد الولايات المتحدة. ورد البرلمان العراقي بشكل إيجابي على المشاعر المعادية لأمريكا لدى الشعب في 6 يناير من العام الماضي ، بالموافقة على خطة سحب جميع القوات الأجنبية من العراق.”
وبحسب تقرير “كيهان” فإن “الوضع الحالي في العراق متفجر” ، متوقعاً 3 أمور ، الأول : أن هجمات من سماهم التقرير “الجماعات العراقية” ضد المصالح الأمريكية ستكون “أكثر كثافة وانتشارًا من ذي قبل ” ، وثانياً ان الفجوة بين الحكومة والشعب تتسع يوما بعد يوم ، وثالث توقعات التقرير انه ليس لدى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن خيارات كثيرة في العراق وانه بما أن بلاده لا تملك القدرة على خوض حرب جديدة ، فعليها سحب قواتها من العراق.
وختمت صحيفة “كيهان” تقريرها بالقول إذا استمرت سلبية السياسة (للحكومة العراقية الحالية) تجاه الولايات المتحدة ” فليس من المستبعد تشكيل حكومة مؤيدة للمقاومة في العراق ووضع حد لتدخل واشنطن في ذلك البلد ، وان تشكيل حكومة مقاومة في العراق هذه الأيام ضرورة لهذا البلد والمنطقة”.