ميسان – واع – شذى السوداني وعبدالحسين بريسم
في مدينة الجنوب القديمة في أرض غرس أبناؤها جذورهم بمياه أهوارها العتيدة، حيث طيبة العراق الأول ورافده بالكتاب والمفكرين والمبدعين في شتى المجالات، في ميسان تلك المدينة التي لم ترفع راية الاستسلام يوما بوجه ظمأ الحروب وإهمال الأنظمة على مدى العصور، فظلت مرتعا لأبناء هذا الوطن حيث تدار رحى نجاحاتها وإبداعاتهم تتجه صوب تلك الأرض الصلبة بوجه العاديات وطرية تحت أقدام أبناء الرافدين. مرة أخرى تشمر ميسان عن ساعديها لتنجب شابا في مقتبل العمر لكن غير العطاء بابتكاراته العلمية التي عشقها منذ نعومة أظافره ليبدع في المجالات العلمية غير مبال بالتحديات التي تواجه شريحة الشباب لاسيما في مدينته. الشاب أبو الفضل طارق أحد مواهب ميسان الذي ذاع صيته بين أبناء المدينة لما يمتلكه من موهبة في اختراع الأجهزة العلمية المفيدة لمحافظته ،التي يسعى من خلالها للنهوض بواقع المدينة خاصة في المجال البيئي، وكالة الأنباء العراقية (واع) كانت لها وقفة مع هذا الشاب الموهوب للتعرف على أبرز إنجازاته في المجالات العلمية.
البداية
وعن بداية اهتمامه بالشؤون العلمية قال أبو الفضل، إن "دخوله عالم الإلكترونيات والابتكارات بدأ عندما كان في التاسعة من عمره من خلال تكرار أسئلته لذوي الاختصاص بشأن عمل الأشياء وكيف يتم صنعها وعن الكيفية التي تعمل فيها الأجهزة فيقوم بالعبث بها تارة أو بفتحها لمعرفة آلية عملها تارة أخرى"، مضيفا: "حاولت أن أصنع شيئا، فكنت دائماً ما أحطم ألعابي لكي أقوم بتحويلها إلى شيء أخر وبهذا حاولت أن أرى شيئا من صنعي وهو يعمل، حتى التحقت بمنتدى الرعاية العلمية في المنطقة التي أسكن فيها، وسرعان ما تحول هذا المكان الى ملاذ أفرغ فيه طاقتي وموهبتي أو أفعل ما يحلو لي خصوصاً وأنه كان يدعم المواهب الشابة حيث رحب بي حينها مدير المنتدى الأستاذ جواد زغير ولم يتهاون أبداً في مساعدتي حتى استطعت في بضع أعوام من المشاركة بمسابقات الاختراعات والابتكارات العلمية".
صديق البيئة
يقول أبو الفضل صاحب الواحد والعشرين عاما الذي يعمل في مديرية الشباب والرياضة في ميسان، إنه "مهتم بالجوانب البيئية وهو ما دفعه للتفكير بابتكار جهاز صديق للبيئة يسهم في تحسين الواقع البيئي في محافظته والمحافظات الأخرى"، لافتا إلى أنه" تمكن من ابتكار جهاز هو عبارة عن (محرقة بيئية) تستهدف مشكلة المحارق الطبية". وأضاف أن "هذا الجهاز يعد من أهم إنجازاته العلمية لأنه يسهم في الحد من مخاطر تلك المحارق على بيئة مدينته"، مبينا أن "المخلفات الطبية يتم حرقها للتخلص من مضارها البيئية ولكنها تخلف أدخنة قد تكون جرثومية أو فيروسية ما تشكل خطرا على الصحة العامة". وتابع أبو الفضل أن "المحرقة البيئية ستكون مزودة بنظام فلترة للتخلص من نواتج عملية الاحتراق الطبيعية لتنتج فقط بخار الماء وبعض الغازات غير الضارة وبذلك يتم التخلص من تلك المحارق الضارة بالبيئة"، مؤكدا أن "هذا الاختراع حصل على الميدالية البرونزية في مهرجان (المبتكرون يلتقون) الذي أقيم في مصر العام 2015".
مشاركات علمية
وأشار إلى أنه "شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية والمهرجانات منها: معرض الكتاب والابتكارات السنوي في ميسان الأول العام 2010 وحصل على المركز الثالث، ومعرض الكتاب والابتكارات السنوي في ميسان الثاني لعام 2011 وحصل على المركز الأول ومعرض الكتاب والابتكارات السنوي في ميسان الثالث لعام 2012 وحصل على المركز الأول، وكذلك مهرجان المخيم العلمي في الجنوب والفرات الأوسط الأول والثاني والثالث والرابع، وكذلك المشاركة في مهرجان السيادة الرابع وبمشاركة مبتكرين ومخترعين من عموم العراق وحصل على المركز الخامس فيه ومهرجان السيادة الخامس على مستوى العراق وحصل على المركز الثالث فيه، ومهرجان السيادة السادس على مستوى العراق وحصل على المركز الأول فيه، ومهرجان السيادة السابع على مستوى العراق وحصل على المركز الأول، إضافة إلى المشاركة في العديد من المهرجانات التي أقامتها وزارة التربية مثل مهرجان (المبتكرون يلتقون) في مصر لعام 2015، ومعرض الكتاب والابتكارات الرابع في ميسان لعام 2017 ومؤتمر فاي 2019 الدولي في الأردن.
طموح ودعم وبين أبو الفضل أن "طموحه هو رفع اسم العراق ومحافظة ميسان الى المستويات العالمية والارتقاء بالمستوى العلمي في البلاد وتحقيق منجز يفتخر فيه بين أبناء محافظته"، مشيرا الى أنه "لديه العديد من المشاريع المستقبلية التي تخدم قطاعات مختلفة منها الزراعي والعلمي وغيرها. ودعا "الى تقديم المزيد من الدعم لجميع المواهب وتشجيعهم على العطاء خدمة لبلدهم"، مشددا على أنه " لايزال يتلقى الدعم من منتدى الرعاية العلمية على الرغم من ضعف الإمكانيات المادية المتوفرة".المصدر