زجاج بيروت المحطم جراء الانفجار يتحول إلى أباريق وأوعية

589

متابعة-واع

في مصنع صغير في مدينة طرابلس، يدخل الزجاج الذي تناثر قبل شهر جراء انفجار مرفأ بيروت على سكان العاصمة وملأ شوارعها، إلى فرن ضخم ليخرج منه على شكل مرطبان أو إبريق تقليدي. في الرابع من آب،قلع انفجار المرفأ أبواباً ونوافذ لا تحصى في بيروت وضواحيها، وغطت شوارع العاصمة أكوام من الزجاج المحطم المتساقط من المباني والمنازل والمتاجر. وفي طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، اختار مصنعان تديرهما عائلتان التعاون مع مبادرة أطلقها ناشطون بيئيون لإعادة تدوير عشرات الأطنان من الزجاج المكسر في بيروت. ويقول وسام حمود (24 عاماً) من مصنع "يونيغلاس" لوكالة "فرانس برس": "نعمل 24 ساعة في اليوم.. فقد نتج عن الانفجار كميات كبيرة من الزجاج المكسر والمنظمات تحضره لنا لإعادة تصنيعه". وتلقى المصنع، الذي أسسه جد حمود، حتى اليوم ما بين 20 و22 طناً من الزجاج، ولا يزال ينتظر المزيد. تصل شاحنات الزجاج إلى المصنع حيث يفرغها عمال يرتدون قفازات سميكة على الأرض، يزيلون منها الأوساخ قبل أن ينقلوها في أوعية كبيرة إلى الغرفة المظلمة في الداخل. يضع أحدهم كمية بعد الأخرى في الفرن الضخم لتخرج منه وكأنها عجينة من لهب، قبل أن ينفخ فيها أحد العمال عبر أنبوب طويل، لتأخذ شكل وعاء أو إبريق. وكان الزجاج المتطاير سبباً رئيسياً في سقوط عدد كبير من الجرحى الذين توافدوا على مستشفيات بيروت وضواحيها بعد الانفجار الذي أسفر عن مقتل 191 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وبعد أكثر من شهر على وقوعه، لا تزال الشاحنات المحملة بالزجاج تتنقل بين بيروت وطرابلس. ووفق تقديرات، تسبب الانفجار بتكسير أكثر من 5000 طن من الزجاج. وعمدت المبادرة منذ الأيام الأولى بعد الانفجار إلى الإعلان عن رقم هاتف ليتصل عليه كل من أراد إرسال الزجاج المكسر من منزله أو محله. ويعاني لبنان، البلد ذو الموارد المحدودة، أساساً من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية،ويشهد منذ العام 2015 أزمة نفايات لم تجد الحكومات المتعاقبة حلاً مستداماً لها، بل إن المنظمات غير الحكومية كانت المبادرة الأساسية لإيجاد حلول بديلة. وبرغم مبادرات المنظمات غير الحكومية والناشطين البيئيين، فإنه يجري تدوير 10% فقط من النفايات في لبنان، وفق تقديرات رسمية. وفي منطقتي مار مخايل والكرنتينا المجاورتين لمرفأ بيروت والمتضررتين بشدة جراء الانفجار، لا يزال المتطوعون ينهمكون يومياً في تنظيف الشوارع والمنازل وفرز الزجاج الذي من الممكن إعادة استخدامه.المصدر