رومانسية ثورية لأهداف نبيلة ـ قصة حوارية قصيرة

315

بقلم مهدي قاسم

على حين فجأة ، وكأنه تذكر شيئا ما كان يضطرب في ذهنه بإلحاح ، فغيرّ مسار الحديث قائلا :

ــ لكم أتوق لئن اشترك في ثورة أو مؤامرة ذات أهداف نبيلة

استعلم الآخر باستغراب متسائلا فضول :

ــ أية مؤامرة و ضد من ؟ ..

ــ ضد أولئك الأشخاص الغامضين من” أنصاف إلهة ” الذين يجتمعون كل خمس سنوات في مكان سري جدا ، خلف أبواب مغلقة و ستائر منسدلة ، بعيدا عن مراقبة شعبية ووسائل إعلامية أو صحفية ليقرروا مصير العالم والبشرية على نحو : أين يجب أن تحدث حروب صغيرة ومحدودة هنا وهناك من بقاع العالم ، أو افتعال أزمة اقتصادية عاصمة مثقلة بركود وتضخم مع فقر ومجاعة قد يطالان الملايين من الناس، وأين ينتشر وباء أو طاعون بأعداد محددة ومعينة من ضحايا محسوبة جيدا مقدما ، و بشكل يمكن السيطرة عليه في أي وقت كان .. فهم يتعاملون مع البشرية وكأنها عبارة عن دمية يمكن تحريكها إلى حيث ما يشاؤون ومثلما يريدون حسب خططهم و أهدافهم الموضوعة مسبقا ..

ــ ربما إن ما تقوله فيه نسبة من الصحة ، ولكن ينبغي عليك أن تعلم أن زمن الثورات والمؤامرات قد انتهى و ولى ربما إلى غير رجعة ، وقد نكون قد دخلنا مرحلة تحولات سلمية لفترة معينة ، لأنهم ــ أي الذين أشرتَ إليهم ــ يرون هذا هو الأفضل حاليا لأنها تخدم خططهم التي وضعوها لمرحلة معينة

ابتسم بمرارة متفقا :

ــ كيف لا أعلم ذلك ؟! ، بل أعلم أنه حتى هذا الحوار الذي يدور بيننا الآن قد تنصت إليه عشرات من أجهزة مخابرات وتجسس عالمية من خلال أجهزة هواتفنا الجوالة معنا ! ، كلما في الأمر انتابتني رومانسية ثورية بشكل عابر ومست قلبي و جعلتني أن اتحدث هكذا بصوت عال ، غير إن دوافع ما أقوله هي حرقة قلب و شدة نقمة وعجز عن تغيير حقيقي بمعزل عن أوصياء متحكمين بمصيرنا بهذه الصورة الفظيعة والقاهرة .

المصدر