رسائل الاطمئنان .. ورسالة الماجستير الملغومة

249

حميد مراد

منذ اعياد الميلاد وراس السنة الجديدة برزت على ساحة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والارمني مبادرات طيبة من قبل الحكومة المركزية في بغداد وذلك من خلال حضور فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، وفخامة دولة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وسماحة السيد عمار الحكيم رئيس تحالف عراقيون وشخصيات برلمانية وحكومية اخرى الى الكنائس لمشاركة افراح هذا الشعب المتحضر في اعياده المجيدة، وكان هذا الاهتمام رسالة من قبل الحكومة لهذا المكون الاصيلة الذي قابلها بكل ارتياح وتقدير.

ومع انطلاق العام الجديد استبشر المسيحيون خيراً من المبادرة القيمة التي اصدرها زعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر من خلال الإيعاز لتشكيل لجنة خاصة لتلقي شكاوى المواطنين المسيحيين العراقيين المتعلقة بأملاكهم وعقاراتهم المغتصبة التي تم مصادرتها او بيعها بأبخس الاثمان نتيجة التهديدات او عمليات الخطف او الاتاوات والمضايقات التي مورست من قبل عناصر المليشيات المسلحة المدعومة من احزاب السلطة فضلا ً عن العصابات المنظمة والخارجين عن القانون في مدن بغداد والبصرة ونينوى وكركوك، ودعا الى التنسيق الدائم مع الجهات القضائية والحكومية لمحاسبة من يثبت تجاوزه واعادة الحق لإصحاب هذه العقارات.

وفي 28/كانون الثاني/2021 تفاجئ المجتمع المسيحي العراقي الصابر على الويلات والنكسات المتتالية ومنذ “18” عام بقيام الطالب ” عمار اياد حمادي ثلاج ” بمناقشة رسالته الماجستير في قاعة كلية الآداب بجامعة الموصل والتي كانت تحت عنوان ( المسيحية الصهيونية الامريكية ودورها في غزو العراق 2003 ) !!!.
ذكر الديانة المسيحية بهذا العنوان لا يمت بصله للنهج الاكاديمي الى جانب كونه مؤشر مقصود ودليل على الفكر الإقصائي والطائفي للطالب والمشرفين على هذه الرسالة التي تدعو الى الكراهية والحقد والتحريض وخلط الامور على اتباع هذه الديانة المسالمة والمحبة للخير والوطن .. والغريب كيف تسمح جامعة رصينة مثل جامعة الموصل بقبول هذه العناوين او ادخال هذه المفردات التي تعرض السلم المجتمعي للتهديد والخطر، وهي تعلم قبل غيرها من العراق بلد الحضارات ومتعدد الاقوام والاعراق والاديان والمذاهب.

هذا العنوان في منتهى الانحطاط الفكري والمعرفي ويعبر كذلك عن التحدي لمشاعر المكون الاصيل في هذا البلد الجميل، وهذه الاساليب مقصودة ومشخصه ومعروفة .. حيث يحاول المتعصبون والمتشددون بشتى الطرق الى بث الفتنة وعدم احترام الهويات الدينية الاخرى.

وهل يعلم هذا الطالب ما حل بأبناء هذا الشعب من اعتداءات وانتهاكات جسيمة بعد عام 2003 ؟ ، ولعدم تكرار هذه التجربة الفاشلة لطلبة الجامعات ندعو معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الى فتح تحقيق مع جامعة الموصل ومحاسبة المقصرين، وإيقاف إجراءات قبول الرسالة ونتيجة المناقشة، واعادة النظر بمحتوى هذه الرسالة، وعدم السماح مستقبلا ً بقبول هذه العناوين في رسائل الماجستير او الدكتوراه.

Hamid Murad Secretary – IHRSUSA Iraq 0750 060 7277 USA ( 248 ) 722 2907 www.ihrsusa.org

المصدر