خيانة مشتركة : قصة قصيرة

468

خيانة مشتركة : قصة قصيرة

بقلم مهدي قاسم

تعارف فيس بوكي سريع ..

تبادل رسائل ماسنجر متواصلة ومكثفة ……

محملة بآيات حب معطرة بآهات ولوعة ..

مع اشتعال أشواق وحنين جارف و كاسح …

ثم يأتي ذلك السؤال الفيس بوكي الأبدي و الحتمي دائما :

ــ هل أنت متزوج

ــ أنا مطلق !.. و أنتِ ؟ ..

ــ أنا أرملة !….

ــ يا لهذه الصدفة الرائعة والمباركة التي تجمعنا أحرارا ومستقلين كأنما بإرادة إلهية مقصودة !..

ــ نعم ! .. شكرا لله !.. وأنا أيضا أحس و أشعر هكذا ..

………………………………….

من جديد تنهمر رسائل حب متبادلة وتتسارع معبرة عبر ” الخاص ” زاعمة الذوبان عشقا جامحا و اشتياقا بركانيا لحد عدم تحمل صبرا أبدا ، أبدا !…

ــ و أخيرا متى نلتقي حبيبتي الغالية متى ؟ .. وقد مضت شهور طويلة على تعارفنا وها نحن نعرف كل شيء عن بعضنا ؟.. ومع كل يوم نزداد شوقا و حنينا ملتاعا لا يُقاوم..

ــ وماذا أقول أنا يا حبيبي الغالي ماذا أقول ؟ .. إذ لا ليلي ليل ولا نهار نهار ! .. من شدة تفكيري وانشغال بالي بك .. فأنا أيضا أسأل متى نلتقي ؟ .. متى ! ؟..لأطفئ حرائق قلوبنا الملتاعة بعذوبة قبلات ودفء أحضان والتماس ساخن لأذرع وسيقان ..

ــ آه ..آه .. آه .. أنا احترق ..احترق .. نعم أحترق بفعل كلامكِ المثير هذا .. فعلا متى ؟ ..متى يحين هذا اليوم المشهود للقائنا التاريخي أخيرا ؟..

ـــ طيب !.. إذا لا تستطيع الصبر إلى هذا الحد ، فيمكن أن نلتقي بعد غدا في الساعة كذا وفي الحديقة الفلانية .. سأرتدي حذاء أحمر اللون و أحمل حقيبة يدوية بنية مع نظارة شمسية عريضة وملفتة ..لكي تميزني عن الأخريات ..

ــ شيء هائل .. شيء هائل ! .. كيف لي الصبر والتحمل حتى ما بعد يوم غد ؟.. سأكون هناك حتما .. حتى ولو على أكتاف وفي داخل تابوت .. طبعا مجرد نكتة ..هههه.. سأرتدي نظارة شمسية عريضة وفي يدي مجلة سيدتي للاستدلال !..

………………………………………

كانت هي تختبئ خلف صورة انثى مثيرة بصدر ناهد و مندفع إلى الأمام

بينما هو خلف صورة رجل وسيم ورشيق و أنيق

………………………………………………..

ـــ أ هذه أنتِ ؟!..

ــ أ هذا أنت ! ؟..

لحظة ذهول وصدمة صاعقة ..

…………………………..

و فجأة وكأنما بتوقيت متلازم ينخرطان بضحكات عصبية ومتشنجة ..

ربما مدراة لموقف محرج جدا كهذا ..

بعدما ضبطا بعضهما بموقف محرج وعصيب لا يطاله أي شك و لا يبرره أي عذر ..

فافترقا .. كل واحد منهما ذهب إلى جهة معاكسة ..

ولكن بدون توجيه لوم أو إصبع إدانة لأحدهما بعد تلّبسهما بخيانة مشتركة ..

المصدر