خبير تركي: أكار في العراق .. خطة من 3 مراحل لإخراج PKK من شنگال وسوريا

275

أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء، وعلى صفحاتها الأولى، أن ملف شنگال (سنجار) كان حاضراً على الطاولة بين أنقرة وبغداد، خلال زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى العراق، مشيرة إلى وجود «خطة من ثلاث مراحل يدرسها الطرفان في إطار الزيارة»، والتي تصب آخر محطاتها في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، تهدف لـ «إخراج PKK من شنگال».

دلالات ..

وتحمل الزيارة المفاجئة لمسؤولين أتراك على رأسهم وزير الدفاع خلوصي آكار، ورئيس الأركان يشار غولر، دلالات عدة، إذ يجري لقاءات واجتماعات عنوانها العام «تعزيز التعاون العسكري والأمني»، بينما تخفي في طياتها حسب مراقبين تفاصيل قد تتضح معالمها في المرحلة المقبلة، وقد تؤسس لمشهد أمني جديد على الحدود المشتركة التي ترى منها أنقرة تهديدا كبيراً لأمنها القومي.

والاثنين، وصل الوفد التركي إلى بغداد وعقد لقاءات مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس الجمهورية برهم صالح ووزيري الدفاع والداخلية، قبل أن ينتقل إلى أربيل ويلتقي بالرئيس مسعود بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني.

أهمية الزيارة تأتي أولا، حسب محليين، من أنها لشخصيات أمنية وعسكرية خالصة، وخاصة مع وجود رئيس الأركان يشار غولر، وترتبط الأهمية بها أيضا كونها جاءت بعد أقل من شهر على زيارتين للجانب العراقي إلى أنقرة، إذ وصل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى تركيا، في 17 من كانون الأول / ديسمبر 2020، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في أيار / مايو الماضي.

خطة من ثلاث مراحل

الكاتب والصحفي في موقع ‹خبر تورك› جيتين جيتن، تحدث في مقالة له الثلاثاء عن خطة من ثلاث مراحل تدرسها أنقرة لتحجيم نفوذ حزب العمال الكوردستاني PKK في شنگال، ليتم الانتقال فيما بعد إلى نشاطاته العسكرية في سوريا.

المرحلة الأولى حسب الكاتب التركي، هي التوجه إلى إنهاء وتقييد أنشطة PKK في منطقة شنگال المحاذية لسوريا، مشيراً إلى أنه «بهذه الطريقة، فإن الرأي السائد هو أن علاقة التنظيم بسوريا ستنقطع بطريقة مشابهة لجبال قنديل (حيث قيادة PKK) في غضون عامين».

أما المرحلة الثانية ستتجه أنقرة فيها إلى قتال «الفرع السوري لحزب العمال» في الداخل السوري، لكن هذا الأمر سيصطدم بموقف الولايات المتحدة الأميركية، والذي لايزال غير واضح حتى الآن.

ويتابع الكاتب التركي بالقول: «المرحلة الثالثة تتضمن عملية الترميم والعودة إلى الوضع الطبيعي، وضمنها سيتم تعزيز خط التواصل بين أنقرة وموسكو بشأن المحادثات السورية».

ويشير جيتين إلى أنه «تم تقديم توقعين مهمين خلال زيارة الوزير آكار إلى بغداد، حيث اقترحت أنقرة عملية مشتركة، على أن يتم التحرك فيها في النصف الثاني من آذار / مارس المقبل، وانطلاقا من 9 نقاط مختلفة».

بدورها نشرت صحيفة ‹أيدنليك› التركية على غلاف عددها الصادر الثلاثاء، خريطة لمنطقة شنگال والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب YPG المتهمة بتبعيتها لـ PKK في سوريا، وقالت إن «سنجار على طاولة المحادثات» بين آكار وغولر والمسؤولين العراقيين.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن تركيا تولي أهمية كبيرة لمنطقة شنگال، كونها صلة الوصل التي يستخدمها مقاتلو PKK لدعم النفوذ في مناطق شرق سوريا.

زيارة «طبيعية»

فيما يرى الكاتب والصحفي التركي حمزة تكين، أن وصول خلوصي آكار برفقة رئيس الأركان إلى العراق «أمراً طبيعياً، كون العراق دولة جارة لتركيا، وهناك تعاون عسكري بين الطرفين فيما يخص مكافحة الإرهاب، وتعاون في التدريبات التي تقدمها القوات العسكرية التركية للجيش العراقي».

ويقول تكين المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم: «الزيارة تعتبر استكمالا للمواضيع بين الطرفين وتأكيدا على نقطة أساسية هي محاربة التنظيمات الإرهابية، وخاصة حزب العمال الكوردستاني، والذي يهدد اليوم وحدة الأراضي العراقية والحدود التركية مع العراق».

ويضيف الصحفي التركي «المصلحة مشتركة بين أنقرة وبغداد لمحاربة التنظيم الإرهابي، وخلال الزيارة وفقا لما وصلنا كانت وجهات النظر العراقية والتركية متطابقة بنسبة 100 في المئة حول مواجهة العمال الكوردستاني».

ويشير تكين إلى أن المرحلة المقبلة ستتجه أنقرة إلى توسيع عملياتها العسكرية شمال العراق، لكن «بالتعاون مع الحكومة العراقية في بغداد»، لا سيما بعد «فشل» اتفاق شنگال والذي يقضي بانسحاب PKK من المنطقة، وفق تعبيره.

وكانت بغداد وأربيل أعلنتا في تشرين الأول / أكتوبر الماضي التوصل إلى اتفاق وصفتاه بـ «التاريخي» بشأن إدارة شنگال.

«عسكرة»

من جانبه اعتبر المحلل السياسي العراقي عمر عبد الستار، أن زيارة المسؤولين الأتراك إلى بغداد وأربيل لا يمكن إخراجها من إطار «العسكرة»، نظرا للشخصيات العسكرية التي تصدرتها، مشيراً إلى أن اتفاق شنگال الذي لم ينفذ إلا شكلياً حتى الآن كان أساس النقاشات.

ويقول عبد الستار، إن «الإشكالية في الوقت الحالي لا تكمن في تركيا بل في العراق، حيث تعجز بغداد حتى الآن عن التعامل مع ملفي الحشد الشعبي والعمال الكوردستاني في منطقة شنگال، وبالتالي هناك صعوبات كبيرة تقف أمامها بغداد فيما يخص منطقة شنگال، كون الكلمة الأولى فيها لإيران، من خلال قوات الحشد الشعبي التي تدعمها والمنتشرة فيها، إلى جانب العمال الكوردستاني، والذي يتلقى دعما منها أيضا بشكل أو بآخر».

ومن جانب آخر ربما تحاول تركيا من خلال هذه الزيارة، حسب المحلل العراقي، بأن تتخذ خطوات استباقية قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض.

ويوضح أن «التحركات التركية في الوقت الحالي مهمة بالنسبة لأنقرة، في مواجهة مرحلة بايدن، لأن الأخير سيركّز على الشأن الإقليمي، وربما سينفتح بطريقة جديدة».

المصدر