جريمة الفرحاتية تنذر بتشكيل مجموعات مسلحة «سنية» للانتقام من الفصائل المسلحة «الشيعية»

655

يعتبر مشهد الاغتيالات والاختطاف والقتل على الهوية ظاهرة رافقت عراق مابعد 2003، آخرها كانت مقتل ثمانية أشخاص في الفرحاتية التابعة لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين. وتتهم العديد من الجهات الفصائل المسلحة التابعة الى الحشد الشعبي بالوقوف وراءها، وبحسب تصريحات شهود عيان من أبناء المنطقة، فإن قوة بزي عسكري اعتقلت 12 شخصاً، عثر على 8 منهم مقتولين، فيما لايزال مصير الأربعة الآخرين مجهولاً.

ويقول المحلل العسكري مؤيد الجحيشي إن «اللواء 42 التابع للحشد الشعبي، وهم من عصائب أهل الحق، مسؤولون عن أمن المنطقة التي تقع فيها قرية الفرحاتية. وإن هناك مشاكل بين الحشد العشائري وبين العصائب في المنطقة، لأن العصائب تفرض إتاوات على الفلاحين والمزارعين»، مشيراً إلى أن «القوة المسلحة التي أخذت الضحايا أرادت أن تأخذ النساء أولاً، ولكن العائلات فضلت تقديم أولادها على النساء».

مؤيد الجحيشي :الساسة لم يتركوا معركة الموصل للقادة العسكريين - Wattan News  Agency

مؤيد الجحيشي

ورأى الجحيشي، أن «نهج الحكومة والدولة ما بعد 2003 ولحد الآن هو وضع جماعات أو قوى من الشيعة في المناطق السنية، لخلق الطائفية وإضعاف سلطة ونفوذ السنة في مناطقهم».

ورجح الجحيشي «تشكيل فرق من الجماعات السنية تستهدف الفصائل المسلحة كرد فعل انتقامي على هذه الجرائم المتكررة».

واعتبر الجحيشي، أن «زيارة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي للمنطقة كانت للدعاية والإعلام فقط، كي يبين أمام المجتمع الدولي أنه يهتم ويتخذ إجراءات في حال وقوع الجرائم، ولكن على أرض الواقع لا يوجد أي تطبيق».

بدوره كتب النائب فلاح الزيدان على تويتر، أن «صلاح الدين لن تصبح مشروع قتل دائم من قبل الميليشيات الطائفية»، وإنهم سيدافعون عن أنفسهم «ما لم يتخذ القائد العام للقوات المسلحة إجراء حازماً وفورياً بإخراج هذه الميليشيات» من محافظاتهم.

قناة ان ار تی

فلاح الزيدان

من جانبه قال القيادي في الحشد الشعبي الشيخ محمد البصري في تصريح: «ليس بجديد توجيه الاتهامات، فالأجندة تقتضي مهاجمة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة»، على حد وصفه، وقال: «إن التصريحات المسيسة بالتأكيد ستتهم الحشد»، مبيناً أن «التحقيق لم يبدأ بعد».

الكطراني يعلن انسحابه من الترشيح لمنصب محافظ البصرة ويصف العملية  بـ(التمثيلية) - رادیو المربد

محمد البصري

وأوضح الشيخ البصري، أن «مثل هكذا عمليات إجرامية تحدث مع قرب الانتخابات، وكذلك للتمهيد للتقسيم والمطالبة بالإقليم السني»، مطالباً الحكومة العراقية بـ «عدم التهاون مع الذين يحاولون الطعن بالقوات الأمنية وخصوصا الحشد الشعبي، وتفعيل القانون لملاحقة كل من يحاول كسر هيبة القوات الأمنية، كذلك تطبيق القانون على كل من يحاول تعكير السلم المجتمعي بالتحريض المباشر وغير المباشر، وتفعيل قانون محاسبة وسائل الإعلام التي تبث سمومها باتجاه زرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي»،على حد قوله.

ويحذر مراقبون ومحللون من أن الاستهداف المتكرر للمكون السني قد يؤدي إلى الكثير من ردود الأفعال، منها المطالبات الجدية بإعلان إقليم «سني»، أو تكوين مجموعات مسلحة «سنية» للانتقام من الفصائل المسلحة التي تستهدف أبنائهم بشكل مستمر.

المصدر