وجه الكاتب الكوردي السوري المعروف جان دوست نداء إلى حزب العمال الكوردستاني PKK، دعاهم فيه إلى العودة لساحتهم في شمالي كوردستان (جنوب شرق تركيا)، مؤكداً أن على الحزب التواجد في آمد (ديار بكر) وليس في شوارع آميدي (العمادية) بإقليم كوردستان.
وفي منشور له على ‹فيس بوك› بعنوان «لا تتركوا ساحتكم»، نشر جان دوست صوراً لمبنى حكومي تركي في آمد، وقال: «هنا دياربكر، وهذه البناية يسمونها Orduevi أي بناية الجيش، عليها صورة عملاقة لمؤسس الجمهورية التركية أتاتورك وجملة تطفح بالعنصرية من أقواله. تم تشييد هذا المبنى بالقرب من باب الجبل عند سور دياربكر التاريخي حيث تم إعدام الشيخ سعيد وأكثر من خمسة وأربعين من رفاقه في حزيران 1925 بعد فشل الثورة. بطبيعة الحال أتاتورك هو من أعدمهم في سبيل تعزيز بنيان جمهوريته التي جاءت على حساب الحقوق الكوردية، ثم تم تغييب كل أثر لقبورهم حيث يعتقد أنهم مدفونون تحت تلك البناية الشاهقة».
وأضاف «الآن تقوم الدولة التركية بعملية هدم للمبنى، وربما سيتم تشييد مبنى آخر هناك. بل سمعت أن مكان استشهاد ودفن الشيخ سعيد ورفاقه تم تحويله منذ سنوات إلى مراحيض عامة إمعاناً في إذلال الشعب الكوردي ورموزه».
وتابع الكاتب الكوردي «مناسبة كلامي هذا أن النضال الحقيقي هنا، لا في شوارع العمادية وقرى بهدينان. العدو هنا وليس في أربيل».
وأردف «على الجميع أن يستوعبوا بعضهم. للإقليم علاقات مع تركيا، يمكننا تسميتها بالعلاقات الاضطرارية تفرضها المصلحة الاقتصادية بالدرجة الأولى ولذلك يجب الكف عن بث سموم الكراهية وإلصاق تهمة الخيانة والعمالة بحكومته. وينبغي عدم تأليب الرأي العام الكوردي عبر وسائل الإعلام على هذا القسم الذي حقق إنجازاً تاريخياً يتمثل برفع الراية الكوردستانية هناك منذ 1991».
وقال: «أرجو من جماهير الفيسبوك الابتعاد عن التشنج الذي ألحق بنا أكبر الضرر. لنلتفت إلى البناء أكثر من الهدم. أراقب الخطاب التحريضي المقيت فينتابني الحزن، وأعرف أن جولة أخرى من التدمير الذاتي تنتظرنا».
وختم جان دوست منشوره قائلاً: «أتمنى على العقلاء أن يضغطوا على الحزب الذي يرونه يمثل طموحاتهم لمنعه من خوض مغامرة قد يكون لها أول ولكن بالتأكيد لن يكون آخرها سوى الاضمحلال والخروج من حلبة التاريخ لكل الأطراف».