عادة ما يعرف معظم الناس أقوى العملات وأكثرها استقراراً وقوة في هذا العالم، كالجنيه الإسترليني والفرنك السويسري والدولار الأميركي واليورو وغيرها، لكن ماذا عن العملات الأقل قيمة في العالم؟ من يعرف أسماءها والدول التي تصدرها؟
أثناء إعداد هذه القائمة، يلاحظ الموقع المتخصص “fxssi.com” أن من الصعب جداً تصنيف العملات الأقل قيمة وفق ترتيب صحيح، نظراً للوضع الاقتصادي المتغير بسرعة في مختلف بلدانها. لكن مع ذلك، من الممكن تحديد بعض العملات الوطنية المنخفضة وفقاً لترتيبها مطلع سبتمبر/أيلول المنصرم.
وهذه أضعف 10 عملات أجنبية مقابل الدولار الأميركي.
1 – بوليفار فنزويلا
كان سعره مطلع سبتمبر/أيلول الماضي 319 ألفاً و435 مقابل العملة الأميركية. عانى البوليفار بشدة من التضخم بسبب جائحة كورونا والحصار الأميركي، فأصبحت قيمته منخفضة قياسياً عام 2020. وهو يُعد أيضاً بين العملات الأكثر تضخماً في العالم.
أسواق
هذه أقوى 10 عملات عالمياً والأربع الأوائل عربية
أُعيدت تسمية البوليفار في 20 أغسطس/آب 2018، والسبب الرئيسي كان التضخم المفرط بنحو 830 ألفاً بالمئة، وهو لا يزال آخذاً في الازدياد.
وأطلقت الحكومة عملة مشفرة اسمها “بترو” بهدف “محاربة الدولار الأميركي”، الأمر الذي أدى فقط إلى تسريع معدل التضخم المفرط، باعتبار أن الحكومة نفسها هي التي تحدد سعر صرف الدولار على هواها.
2 – الريال الإيراني
سعره مطلع سبتمبر/أيلول المنصرم ناهز 244 ألف ريال في السوق السوداء، بينما السعر الرسمي بلغ 41 ألفاً و941 ريالاً. وقد بدأ تخفيض قيمة الريال عام 1979 بعد “الثورة الإسلامية”، عندما غادرت العديد من الشركات البلاد بسبب حالة عدم اليقين. ثم جاءت الحرب العراقية – الإيرانية والعقوبات الاقتصادية بسبب البرنامج النووي. كما قيّدت الحكومة وصول مواطنيها إلى العملات الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير لسعر الدولار في السوق السوداء. كل هذا أضر بالاقتصاد وقلل من قيمة العملة بنحو 400%.
وفي عام 2015، وافقت الحكومة على توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا وألمانيا لتخفيف العقوبات، ما أدى إلى تحسين الوضع واستقرار العملة المحلية. ومع ذلك، في عام 2018، زعمت الولايات المتحدة أن إيران تمضي قُدُماً ببرنامجها النووي وأعادت فرض العقوبات وتشديدها، بما يحد من وصول إيران إلى أسواق السلع العالمية.
أسواق
العقوبات الأميركية تهوي بالريال الإيراني إلى مستوى قياسي
ولذلك، لم تعد إيران قادرة على تصدير نفطها، الذي يُعد مصدراً لنحو 69% من الدخل سنوياً، ما أحدث بالتالي عجزاً خطراً في موازنتها العامة. كما شملت العقوبات صناعات أُخرى، بما فيها البتروكيماويات والمعادن.
وبحلول مايو/أيار 2020، واجهت إيران تضخماً متسارعاً، وانخفضت قيمة عملتها بنسبة 600%. وهذا ما دفع بالحكومة إلى التحوّل من الريال إلى التومان وشطب 4 أصفار من قيمتها الإسمية، بحيث أن 10 آلاف من الريال القديم تتحوّل إلى تومان واحد.
3 – الدونغ الفيتنامي
يعادل سعر صرفه 23 ألفاً و170 مقابل الدولار الأميركي، ثالث أدنى العملات قيمة في العالم، فيما لا تزال فيتنام في طريقها الصعب للتحوّل من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق، وبالتالي، انخفضت قيمة عملتها بشدة في هذه المرحلة. ومع ذلك، يصر خبراء على أن الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح، وقد تلحق قريباً بجيرانها الآسيويين.
4 – الروبية الإندونيسية
سعرها نحو 14 ألفاً و587 مقابل الدولار الأميركي. ونظراً لانخفاض قيمة الأوراق النقدية القديمة، بموجب مرسوم رئاسي صادر في 5 سبتمبر/أيلول 2016، أُصدرت 7 أوراق نقدية جديدة بفئات تتراوح من ألف حتى 100 ألف روبية. وإندونيسيا دولة متطورة ومستقرة اقتصادياً في جنوب شرق آسيا.
ومع ذلك، فإن أموالها لها سعر صرف منخفض للغاية، علماً أن سلطاتها التنظيمية تتخذ جميع التدابير لتقوية العملة الوطنية، لكن كل جهودها أثمرت مجرّد تغييرات طفيفة.
5 – السوم الأوزبكي
يناهز سعر صرفه 10 آلاف و266 مقابل الدولار الأميركي. طُرح السوم الحديث للتداول بحيث يعادل كل سوم واحد 1000 قسيمة سوم اعتباراً من أول يوليو/تموز 1994، بموجب مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية.
اقتصاد دولي
تدهور العملات يهدد الدول الناشئة… والكبار يواصلون ضخ التريليونات
ونتيجة لتحرير السياسة النقدية اعتباراً من 5 سبتمبر/أيلول 2017، حُدّد سعر صرف السوم مقابل الدولار الأميركي عند 8 آلاف و100 سوم وبنطاق تقديري يتراوح بين 8 آلاف و 8150 مقابل الدولار الواحد.
6 – الليون السيراليوني
سعره يعادل 9 آلاف و889 مقابل الدولار الأميركي، وهو صادر عن بلد أفريقي فقير للغاية أجرى العديد من الاختبارات الجادة التي تسببت في انخفاض قيمة العملة المحلية. وفي الآونة الأخيرة، اندلعت حرب في البلاد، وتكرّر انتشار فيروس إيبولا القاتل.
7 – الفرنك الغيني
يعادل سعره 9 آلاف و661 مقابل الدولار الأميركي. لقد أدى معدل التضخم المرتفع، والفقر المتزايد، وازدهار أعمال رجال العصابات إلى خفض قيمة عملة غينيا التي تُعد الدولة الأفريقية التي تصدر واحدة من أكثر العملات تضخماً في العالم.
ونظراً إلى الثروات الطبيعية التي تحتويها البلاد، مثل الذهب والألماس والألمنيوم، كان يجب أن تكون عملتها من أكثر العملات قيمة.
8 – الكيب اللاوي
يعادل سعر صرف عملة لاوس 9 آلاف و113 مقابل الدولار الأميركي، وهي العملة الوحيدة في هذه القائمة، التي لم تنخفض قيمتها، إلا أنها أُصدرت في الأصل بسعر منخفض للغاية. كما أنها، منذ إصدارها عام 1952، زادت قوتها مقابل الدولار واستمرت في التحسّن على نحو لافت.
أسواق
مضاربات على ” العملات البديلة” بسوق الصرف العالمي
9 – غواراني الباراغواني
سعره نحو 6 آلاف و965 مقابل الدولار الأميركي. والباراغواي هي ثاني أفقر دولة في أميركا الجنوبية، وقد عانت من تباطؤ اقتصادي كارثي، حيث تجمع بين التضخم والفساد وتدنّي جودة التعليم وعدد هائل من الفقراء وارتفاع معدلات البطالة وما إلى ذلك من المؤشرات التنموية الهابطة. وتصدّر الباراغواي القطن وفول الصويا، لكن هذا لا يكفي لتغطية احتياجاتها الاقتصادية.
10 – الريال الكمبودي
يناهز سعر عملة كمبوديا، الدولة الملكية في جنوب شرق آسيا، 4 آلاف و98 مقابل الدولار الأميركي. وهو يقبع في المركز العاشر بين أضعف عملات العالم. أُصدرت هذه الوحدة النقدية عام 1995 لتحل محل القرش الهندوصيني.
وفي الأصل، كان سعر صرف الريال منخفضاً ولم يكن شائعاً بين السكان المحليين الذين قرّروا استخدام العملات الأجنبية، حيث يفضل العديد من الكمبوديين استخدام الدولار الأميركي للمدفوعات الآن، الأمر الذي يتسبب في انخفاض قيمة العملة المحلية أكثر.
العربي الجديد