في تحذيرات جديدة حول خطورة الوضع ، أكد سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد، مارتن هوت، اليوم الثلاثاء، أن هناك قوى أجنبية تستخدم العراق كساحة قتال بالوكالة لتنفيذ أجنداتها الإقليمية ، مما يزيد من عدم الاستقرار الداخلي والإقليمي.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي الرفيع أنه على الجميع أن يدرك أن عراقاً ضعيفا وغير مستقر لا يملك إلا أن ينتهي به الأمر كدولة فاشلة ، مع تداعياتٍ كارثية في المنطقة وخارجها .
السفير الاوربي شدد على أنه من مصلحة الجميع أن يسهم في قيام دولة عراقية مزدهرة ومستقرة وقوية وذات سيادة كشرط أساس لاستقرار المنطقة، مؤكداً أن بعثة الاتحاد تبذل أقصى جهودها من أجل شطب العراق من قائمة الدول عالية المخاطر.
يشار إلى أن الحكومة العراقية مازالت تعلن تمسكها بمسعاها لضبط الأمن في البلاد وحصر السلاح المنفلت، وذلك على وقع التوترات الحاصلة في المنطقة، لاسيما بين إيران والولايات المتحدة.
وقبل أيام أكدت وزارة الخارجية العراقية، أن “السلاح المنفلت مدان ومرفوض من كل القوى العراقية”، مشددة على أن عمليات الضبط مستمرة وبوتيرة متصاعدة لمصادرة جميع الأسلحة المخالفة.
يذكر أن الحكومة الاتحادية برئاسة مصطفى الكاظمي ، كانت أكدت خلال الأيام الماضية عزمها المضي قدماً في حصر السلاح المنفلت وحماية البعثات الأجنبية، لاسيما بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف الشهر الماضي محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.
وأثارت تحركات الحكومة وتصريحات رئيس وزراء العراق استياء عدد من الفصائل الموالية لإيران، التي ردت مهددة ومتوعدة.
وغالباً ما تشهد العاصمة العراقية عمليات إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه المنطقة الخضراء، ما يحرج الحكومة ويظهرها بمظهر العاجز عن السيطرة على الأمن وتفلت تلك الفصائل الموالية لإيران، في حين تتهم واشنطن مسلحين مدعومين من إيران بشن تلك الهجمات الصاروخية من حين لآخر على المنشآت الأميركية.
وبحسب مراقبين فإن العراقيين عالقون وسط «حرب بالوكالة» بين طهران وواشنطن ، ورغم محاولة تجنب حكومة الكاظمي الدخول في حرب بالوكالة ، لكن بعد قتل قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة ميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وجد العراقيون أنفسهم عالقين وسط حرب بالوكالة ، خاصة وأن أصحاب النفوذين في العراق ( أمريكا وإيران) يتجنبان المواجهة المباشرة بينهما ، ولا يريدان حربا سوف تكون مدمرة، وهو ما يدركه الشعب العراقي الذي يطالب، بإبعاد بلده عن الصراع في ظل التوتر الذي بلغ أوجّه خلال الفترة الماضية بين واشنطن وطهران ، مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .