بين ( معاوية بن أبي سفيان ) و الملك العراقي الراحل ( فيصل الثاني )

342

د . خالد القره غولي
شعر أتباع معاوية بن أبي سفيان في فتنة صفين بأنهم على وشك الهزيمة أمام جيش سيدنا الامام علي بن ابي طالب (( رضي الله عنه )) فرفعوا المصاحف على أسنة الرماح .. فأمر علي جنوده بوقف القتال ثم جرت بعدها حادثة التحكيم كما يرويها التأريخ بروايات متعددة ..أما العائلة المالكة في العراق فقد خرجت من قصر الرحاب الملكي في الساعة الثامنة من صباح يوم الإثنين 14 /تموز /1958 م الموافق 26 ذي الحجة 1377 هجري ، وكان معظمها من النساء والملك فيصل الثاني والوصي عبد الإله وهم يرفعون المصاحف أيضا معتقدين أن القوة التي تطوقهم لن تطلق النار عليهم إحتراما لكتاب الله وللنساء والأطفال الذين كانوا يرفعون القرآن فوق رؤوسهم وأمام صدورهم متجهين إلى حديقة القصر وأجسادهم ترتعش من الخوف ..لكنهم فوجئوا بإطلاق الرصاص من أسلحة الضباط والجنود بغزارة ، وكان أول من أطلق النار الرئيس عبد الستار سبع العبوسي.. وقتل جميع أفراد العائلة المالكة بإستثناء الأميرة هيام زوجة ولي العهد الأمير عبد الاله التي أصيبت بجروح وأخليت فيما بعد .. جثث أفراد العائلة المالكة دفنت في مكان معلوم فيما أعيد دفنها فيما بعد في مكان يليق بهم (المقبرة الملكية في الأعظمية) بناء على طلب الملك حسين أما جثة الوصي عبد الإله فقد قطعت وسحلت في شوارع بغداد مع جثة نوري سعيد ولا توجد أي إشارة أو دليل موقعي لتواجد الجثتين أو أجزاء منهما حتى اليوم .. مجمل القول أن الضباط الذين قادوا ثورة 14 تموز التي تصادف اليوم كانوا منقسمين إلى مجموعتين فيما يخص مصير العائلة المالكة فالمجموعة الأولى كان يرأسها عبد الكريم قاسم كانت مع قرار تصفيتهم مع أنه لم يصدر أمرا بذلك والمجموعة الثانية كان يرأسها عبد السلام محمد عارف تميل إلى عدم تصفيتهم وإخراجهم من العراق إلى دولة يختارونها وهي الرغبة التي لم تتحقق لعبد السلام حين أراد ان ينتهج نفس ما قام به الضباط الأحرار في مصر في ثورتهم عام 1952 حين أسقطوا الملكية وسمحوا للملك فاروق وعائلته بالخروج من مصر بإحترام وتوديع رسمي ! أما في العراق فقد سحل الوصي وقتلت العائلة المالكة مع أنها كانت تستنجد بكتاب الله.. لكن الرئيس العبوسي ومن معه من الضباط والجنود صبوا رصاص بنادقهم ومسدساتهم على نساء بريئات كن بملابس النوم ولم ينجوا حتى القرآن من إطلاق النار بلا سبب معقول .. الضباط الأحرار في العراق الذين أدعوا يومها القومية كانوا تقليدا سيئا للضباط الأحرار في مصر والفرق بينهما يمتد بين الشعب العراقي وبقية شعوب الأرض .. فالعراقيون الذين قتلوا العائلة الملكية وسحلوا جثتي عبد الإله ونوري سعيد انقلبوا على زعيمهم الأوحد( كما أسموه ) عبد الكريم قاسم فقتلوه أيضا في عام 1963 وتوالت بعدها سلسلة عدم الاقتناع وستبقى راسخة حتى يوم القيامة فنحن لا نحب احدا بل نحب مصالحنا فقط ولا نضع تقييما منطقيا إلا بما يتناسب مع مقدار ما نجنيه من فائدة لنا وإلا ما معنى الإحتفال بعيد يسمى عيد الثورة قتلت فيه نساء وهن يرفعن كتاب الله من سلاح ضابط مهووس ومريض نفسيا اسمه عبد الستار سبع العبوسي مات منتحرا ؟!
.. علي بن ابي طالب يوقف حربا وهو على وشك النصر حين رأى المصاحف فوق الرماح وضباط عراقيون يطلقون النار على نساء وأطفال يستنجدون بكتاب الله لكن بعض الرصاصات احدثت ثقوبا في المصاحف وفي القلوب ….

المصدر