أ.د.سلمان لطيف الياسري
أضاعوا كل شيء وأفسدوا وباعوا واقتسموا ولا أمل بالسياسيين والفصائل الموالية المسلحة والمتشرشحين بالسلطة وكانوا كجول مكادي أميبا فايروس اتعس من كوفيد كرونا والسل والطاعون
تعني كلمة “عار” في الاستخدام الشعبي: الشخص الذي يجلب المؤاخذة لمن يحسب عليهم , ساسة العراق، بما هم عليه من فساد طافح لا يعنون بستره، لأن “من أمن العقاب ساء الادب” و”إذا لم تستح فإفعل ما شئت” وهم فاعلون ما تشاء النفس الأمارة بالثراء، منذ 2003 ولحد الآن، يجمعون أموالا خرافية ولم تشبع لديهم شهوة المال
السؤال: من هو العار؟ الإنسان البسيط الذي قضى عليه القدر أن يصاب بفيروس كورونا، المنتشر في كل مليم من الارض، وكل مكعب هواء في أجوائها، قاهرا المختبرات العالمية الكبرى؟ أم السياسي الوقح، الذي يعطل عمل الدولة ويرفض مرشحا لمنصب ,ريثما يرشح واحدا يأخذ عليه تعهدات، بألا يلاحق فساده ولا يقطع المال المضاف الى رصيده الشخصي؟أيهما يجب أن يستحي؟ وأيهما تنطبق عليه كلمة عار؟ساسة العراق، يعيشون ثراءً استولوا عليه من أموال العراق من دون وجه حق، بمشاريع ترصد لها ميزانيات تفوق قيمتها الحقيقية عشرات المرات، ولا ينفذونها أصلا! او تنفذ بنسبة تصل الى 1 % من المواصفات الواجب توفرها في المشروع، ويتدخل رئيس الكتلة بثقله، فتوقع اللجنة “مطابق للمواصفات” وبلغت لا إنسانية الإستحواذ على مصير العراقيين، حد شكوى موظفي “كيمادية – الدائرة الدوائية في وزارة الصحة” من أن أحزابا متنفذة في الوزارة، لا تمرر عقد شراء دواء ضروري للناس، إلا مقابل 20% من قيمته إنهم لا يعنون بالعيب، لأنهم لا يخافون أحدا،فقد استولوا على ثروات العراق وأصبحت لهم ولعوائلهم وبقي السؤال من هو العار؟ الضحية ام الجلاد؟
لا يخفى على أحد ما يتمتع به النائب العراقي من المخصصات منذ سقوط النظام بعد 2003 ولحد الآن، في وقتٍ يعيش فيه الشعب العراقي أسوأ أيامه من تأخر الرواتب إلى انعدام الخدمات وفقدان القيم الإنسانية والأخلاقية في بلدٍ مزقه الحروب والطائفية بسبب سياسيات السياسيين.
كما ولا يخفى على أحد ما مر بالمحافظات العراقية من انتكاسات وتسليم كبرى المحافظات لتنظيم داعش والذي عاث فسادًا بها وأهلك الحرث والنسل ودمرت حياة أكثر من أربعة ملايين مواطن عراقي بريء، “جريمته” التي أُلصقت به أنه طالب بـ”حقوقه ” المسلوبة على يد من اتهمه القضاء العراقي بالمساهمة بتسليم تلك المدن لذلك التنظيم “الإرهابي”.
أتت الأحداث تباعًا وتسارعت وتيرة الاحتجاجات وشاط الشعب غضبًا من الإجراءات الحكومية والتقشف واستقطاع الرواتب من الموظفين وتحويلها بحجج واهية تارة إلى “النازحين” وتارة لتمويل “الحشد الشعبي”، ولم تذهب كما قيل، بل ذهبت لجيوب من شرعها وأقرها، وشارك بذلك بسرقة قوت المواطن العراقي البريء المثقل بالهموم والجراحات.
الشارع العراقي ناقم على السياسيين ولكن لا يستطيع التحرك ضدهم لأنه يعلم يقينًا مصير المعارض للسياسات الحكومية وخصوصًا بعد اعتقال الكثير من الناشطين في ساحة التحرير ولا يعرف مصيرهم لحد الآن فضلاً عن الآلاف من المختطفين على يد المليشيات “الوقحة” ولا يعرف عنهم شيئًا
تظاهرات عارمة شهدتها العاصمة بغداد وبعض المحافظات الجنوبية والوسطى، وكانت ذروتها إبان اقتحام المتظاهرين لمجلس النواب ودخولهم لغرف الوزراء ومجلس الوزراء لمرتين وتم قمعهم بالمرة الثالثة بالقوة.
الشارع العراقي ناقم على السياسيين ولكن لا يستطيع التحرك ضدهم لأنه يعلم يقينًا مصير المعارض للسياسات الحكومية وخصوصًا بعد اعتقال الكثير من الناشطين في ساحة التحرير ولا يعرف مصيرهم لحد الآن فضلاً عن الآلاف من المختطفين على يد المليشيات “الوقحة” ولا يعرف عنهم شيئًا.
السياسي العراقي بات بطلاً ومحررًا بعد أن ركب موجة “التحرير” والتي بدأها الجيش العراقي والقوات الأمنية بأصنافها كافة وحول الانتصارات لصالحه، فبدل أن ينشغل المواطن العراقي بالخدمات ومطالبته بحقوقه وضرورة تغيير الوجوه الحاكمة ترى السياسي يباغته ويسرق الانتصارات ويحولها له ولكتلته ونسى المواطن بطريقة أو بأخرى ما الذي يريد.
أهل الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك بات جل همهم العودة بسلام لديارهم وقراهم التي أصبحت معظمها أثرًا بعد عين وبساتينهم التي غدت قاعًا صفصًا بعد أن كانت قطعة من الجنة وفيها ما لذ وطاب من خيرات الله كما صورها لنا المواطن حسن صبر الجبوري والذي فقد أكثر من خمسمئة رأس ماشية وبساتين تقدر بعشرات الدونمات.
الصراع الحزبي السياسي أشد أنواع الصراعات بروزًا على الساحة العراقية من أي صراع آخر، لعبت فيه السلطة الحالية تاريخيًا دور القامع المتسلط أكثر مما لعبت دور الوسيط الحكم
نظرية إشغال الرأي العام بما يريد السياسي باتت واقعية إلى حد مكشوف جدًا، فمع كل مطالبة بحق تختلق مشكلة لتشغل المواطن بها لتنسيه ما طالب به وما التفجيرات الأخيرة إلا دليل دامغ على تطبيقهم لنظرية “agenda setting”.
الصراع الحزبي السياسي أشد أنواع الصراعات بروزًا على الساحة العراقية من أي صراع آخر، لعبت فيه السلطة الحالية تاريخيًا دور القامع المتسلط أكثر مما لعبت دور الوسيط الحكم، إذ إن الحكومات العراقية المتعاقبة ومنذ قيام المملكة العراقية في بداية القرن العشرين، لعبت دور السلطة القمعية فملأت السجون وأعدمت سياسيين وألغت أحزابًا وحدت من حرية الصحافة المكتوبة، وربما ذهبت الكثير من قصص القمع من غير توثيق ودفنت مع آلاف الضحايا الذين أخذوا أسرارهم معهم وما يحدث في الموصل وقبلها في صلاح الدين والكرمة شواهد حقيقة على القمع الذي مورس من قبل تنظيم داعش “الارهابي” والمليشيات “الوقحة”.
الرسالة من هذا المقال هي إقبال السياسي العراقي على “غسيل” دماغ المواطن حيث استطاع على مدار العقد الماضي توجيه المواطن بما يشاء وكيف يريد، ليكون بذلك الأوفر حظًا بينما بقي العراقي وحيدًا ليس له منجى وملاذ سوى الله تعالى أن يزيل همه وغمه ويبعد عنه الوباء والغلاء والسياسيين
athir alshareeمنذ تشكيل الحكومة العتيدة بدأ الصراع بين الكتل الفائزة. وربما صراعهم ذهب الى ابعد مايمكن حيث توزع الشعب العراقي بين الكتل والاحزاب وتناسوا الانتماء (الوطني) ذلك شيعي والاخر سني والبعيد القريب مسيحي والمرتاح كردي !! ولا يقولون كلنا عراقيون، لقد نجح اعداء العراق في تفتيت اللحمة الوطنية وتشتيت ابناء الشعب العراقي وذلك بتوزيع ابناء الشعب حسب المذاهب والطوائف على احزاب وتجمعات عديدة، إلا تجمعا شكله (عمار الحكيم) ضم جميع الطوائف والاديان وإنضم اليه شباب نوعيين يعتزمون الاصلاح والتغيير لمجتمعهم الذي افسدته كثرة الازمات والصراعات .افتقد الشعب العراقي الى الامان ويحاول البعض اعادة عقارب الساعة الى الوراء حيث القتال الطائفي الذي افتعله المستفيدون من الدول الداعمة للارهاب !!. إن افتعال الأزمات تسبب بتكوين عداءات كثيرة تضمر الشر لرئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي ولحزبه الذي انقسم فعلا ،ولحزب الدعوة كما هو معروف تأريخ عريق وابناء هذا الحزب يتسمون بالشجاعة والجهاد الحقيقي الذي قارع النظام السابق والجميع يشهد بذلك ، لكن الذي حصل بعد ان انفرد السيد المالكي بالحكم اتصور ان حزب الدعوة لم يعد يضم اؤلئك المجاهدين الذين عهدناهم في ثمانينيات القرن الماضي وانا هنا لااشكك في وطنية وإخلاص السيد المالكي بل اتصور ان هناك مستشارين لايحسنون اعطاء الحلول الناجحة ودليلنا الأزمات المتتالية التي تعصف بالعراق وتكون اثر هذه الازمات اعداء كثر يخططون للنيل من السيد المالكي وربما يكون الاعداء من المقربين كما تنبأ (ابو علي الشيباني) !! الذي قال وعلى احدى القنوات الفضائية ان السيد المالكي سيموت مسموماً وربما على يد المقربين !.
من سيقتل المالكي؟!ومن سيضع له السم؟ تذكرني هذه الحكاية بقصة فرعون ..! فهل سيحذوا السيد نوري المالكي حذو فرعون وبطريقة تختلف عن الذي عمله فرعون ويطهوا طعامه بيده ولا يثق بأحد مهما كان مقربا؟ وهل ستصدق تنبؤات الشيباني بأن المالكي سيموت مسموما في نهاية هذا العام؟ قد تصدق التنبؤات وقد تكذب ليس هذا المهم ،المهم إن المواطن العراقي المسكين لايمسه شر جراء صراع وازمات بين السياسيين لاطائل منها سوى (الدمار)
أتحدى وأصر على كلامي بأن لا أحد يتمكن من العثور على الرأس الضائع الرئيسي من خيوط هذه الكرة( الشليلة) التي تشابكت وتداخلت خيوطها بعضها مع الأخرى بعد أن تمزقت بفعل الهواء العاصف الذي رمى بها نحو الأشواك وتقاذفتها مياه الفيضانات وجرفتها إلى واد سحيق ونحو بئر عميق مظلم.
الشليلة أعزائي هو بلدي االغالي بكرده وعربه( و و و) والذي يسمى اليوم (عراق) وكان يسمى (عراك ) حسب رؤية ومفاهيم اللغويين لهذا البلد المنكوب والمغلوب على أمره والذي صار وبات شليلة بأيدي من هب ودب وأراد السوء لها وبأهلها, وطمع بنهب وسلب ثرواته وخيراته من الدخلاء أو ما يسمونهم بأهل الدار, السارق وصاحب الدار( خابن دار) أو بالأحرى (خائن دار ) الذي تعاون مع الغريب وجاء به كي يرمي بالشليلة في الوحل والمستنقع الضحل والذي أصبح لغزا حير عقول أصحاب الرأي وصانعي القرار من السياسيين كيف يهتدون لأظهار والكشف عن الرأس الحقيقي الضائع من هذه الكرة الشليلية! والتي أصبحت كرة يتلاعب بها سماسرة الحروب وتجار البيت الأبيض والأسود وعاهرات الملاهي الليلية والمقامرين بأقوات الشعب المسكين والبائس التعيس.
لقد أصبح دارنا (خان جغان) او أصبح ولاية بطيخ أو حسب ما يسمونه اعزائنا أهل الجنوب (بديرة بطيخ) او ننطقها نحن الأكراد ب( پەتیخ ). أين الفرق بين الأمس واليوم, بالأمس كان الوالي أو الحاكم العثماني( جغالة باشا ) حيث كان يبحث عن إيجاد مصدر مالي معين له ليسد نفقاته منه وكان يتوجه لزيارة تجار بغداد آنذاك حيث يبادر الى بث شكواه لجمع الأموال من جيوبهم. وكان التجار يتبرعون لجناب الوالي وهكذا كان يستحوذ على اموالهم بمكره وحيله وخداعه عليهم. واليوم اصبحنا تحت طائلة آلاف من أمثال (جغالة) ومن لف لفهم من أبتزاز أموال الشعب المفسدون الجدد. الكل ومن دون استثناء بإلاّ او ما شابهها باتوا بشتى أنواع وفنون المكر والخداع يبتزون وينهبون علنا من دون أي وازع ديني, وأخلاقي, إنساني كان أم قانوني. فأصبح العراق جنة أو خان جغان حسب القول الشعبي( هي الجنة ياهو اليجي يدخل بيها ). حقا إنها كانت جنة ولكنها أصبحت نار جهنم على اصحابها الحقيقيين والشرفاء وأصبحنا ككرة القدم يتقاذفه االلاعبون من جميع الجهات وصار حال العراق مثل تلك الكرة التي كنا في خمسينيات القرن الماضي نصنعها بأيدينا من الخرق البالية ونجمعها ونخيطها ونلعب بها وكنا نتوقف عن اللعب حالما تتمزق وتصبح أشلاء. ولكن هذه العصابة والزمرة الباغية والطاغية الآمرة والناهية لم ولن تتوقف عن اللعب ما دامت الكرة تتدحرج والمدرب راض منتهى الرضا عن أداء الفريق الرائع والممتع, ومراقبي الخطوط يتغافلون عن الهفوات المتعمدة والغير المتعمدة, المباشرة والغيرالمباشرة, وحكم الوسط قد أعطى الصلاحيات لكلا الفريقين بأن يرتكبوا أنواع المخالفات لأنه لم يجلب معه البطاقات الصفراء والحمراء بل املى جيوبه بالبطاقات الخضراء لحسن أدائهم المميز والنزيه وسوف لن يوقف المباراة بوقتها الأصلي ولا الأضافي ما دام لم يحمل معه الصافرة فسوف يمدد اللعب ويجعلها تستمر إلى ما لا نهاية, وجمهور الحاضرين لا يعرف النتيجة لأن لا حول له ولا قوة من التأثير بمجريات هذة اللعبة القذرة والتي تبث من على كافة القنوات الفضائية ولجميع أنحاء المعمورة الحية والمقبورة على حد سواء. والكل يرددون المثل الكوردي ” هەر وەکی نە ئەو کەر کەتی، نە ئەو هیز دریای” أي ما معناه: ” وكأنه لم يسقط ذلك الحمار ولم يتمزق تلك القربة” أو الزق أو حاوية الماء. فمن يبالي أو يهتم بالحمار إذا وقع وسكب ماء القربة ما دام بئر النفط يتدفق والعداد لا يعمل ( شيل عمي شيل إلى أن ينشف البير, والخير كثير, وسركم يغور في نفس البير) لا دير بال هي شليلة رأسها ضايعة