المواكب الحسينية في الناصرية ترفع صور شهداء انتفاضة تشرين

820

ذي قار / حسين العامل

طالبت المواكب الحسينية ومتظاهرو انتفاضة تشرين في الناصرية بالقصاص من الفريق جميل الشمري وبقية الضباط وأتباع الأحزاب والمليشيات المتهمين بقمع التظاهرات السلمية وارتكاب مجزرة جسر الزيتون بحق المتظاهرين السلميين ، وذلك خلال إحياء الشعائر الحسينية في محرم الحرام ،

وفيما اتهموا الحكومة والقضاء بالتسويف والمماطلة في تقديم القتلة للمحاكم المختصة رغم مرور أكثر من 10 أشهر على استشهاد وقتل ابنائهم بدم بارد ، حذروا من أن يؤدي التمادي الحكومي بتجاهل مطالب أسر الضحايا بالدفع باتجاه الانتقام من القتلة.

وقال الناشط المدني عدنان عزيز دفار السعداوي للمدى إن ” المواكب الحسينية في الناصرية ومن بينها مواكب متظاهري انتفاضة تشرين رفعوا خلال المسيرة العاشورائية أكثر من 120 صورة شهيد متظاهر من محافظة ذي قار وذلك لإحياء ذكراهم والمطالبة بالقصاص من المتورطين بقتلهم وقمع التظاهرات السلمية “، مشدداً أن ” المتهمين بقتل المتظاهرين مازالوا مطلقي السراح رغم صدور أوامر قبض قضائية بحقهم ولاسيما الفريق جميل الشمري وعدد من كبار الضباط المتهمين بارتكاب مجزرة جسر الزيتون في الناصرية نهاية تشرين الثاني 2019 “.

وأضاف السعداوي الذي قدم أحد ابنائه قرباناً على مذبح الشهادة عند تصدي العراقيين لتنظيمات داعش الارهابية في مناطق غربي البلاد أن ” تقديم القتلة للمحاكم المختصة ما عاد مطلب أسر شهداء التظاهرات والمتظاهرين فحسب وإنما مطلباً شعبياً عاماً تبناه كل أنصار الإمام الحسين ( ع ) ، كون الشهداء من شباب التظاهرات خرجوا مسالمين وهم ينادون بشعار الثورة الحسينية ( هيهات منا الذلة ) ويطالبون بوطن آمن خال من الفساد والمفسدين والظلمة”، مبينا أن ” إيغال القتلة والقناصين والمليشيات في إزهاق أرواح الشباب جعل من أولئك الشباب أيقونة الانتفاضة الشعبية حتى أن الجمهور أخذ يتمثلهم ويربط بينهم وبين الشهداء من أصحاب الإمام الحسين في واقعة الطف”. وأكد الناشط المدني ان ” المتظاهرين متمسكون بكل مطالبهم المشروعة وجادون لتحقيقها ولاسيما ما يتعلق منها بمحاسبة قتلة المتظاهرين ومحاكمة حيتان الفساد من الطبقة السياسية واسترداد المال العام وإنهاء فوضى السلاح وحصر السلاح بيد الدولة ، ناهيك عن استكمال قانون الانتخابات وإجراء انتخابات مبكرة تحت إدارة مفوضية انتخابات مستقلة واشراف أممي”. وبدوره قال الناشط المدني أحمد التميمي للمدى إن ” المشاركين بإحياء الشعائر الحسينية ومتظاهري انتفاضة تشرين في الناصرية جددوا مطالبتهم بالقصاص من قتلة المتظاهرين السلميين “، وأضاف أن ” الحكومة والقضاء لا زالوا يستخدمون أسلوب التسويف والمماطلة للهروب من تقديم القتلة للمحاكم المختصة وقد لمسنا عدم وجود جدية في محاسبة كبار الضباط المتورطين بقتل المتظاهرين”. وأوضح التميمي الذي فقد شقيقه وعدداً كبيراً من رفاقه إثر قمع تظاهرات تشرين السلمية أن ” أسر ضحايا التظاهرات ورغم مرور أكثر من 10 أشهر على استشهاد وقتل ابنائهم بدم بارد من قبل الجهات القامعة للتظاهرات إلا أنهم لا زالوا متمسكين حتى الآن بالدعوة لتحقيق مطالبهم بصورة سلمية “، محذراً أن ” تمسك أسر الضحايا بالسلمية وطول صبرهم اتجاه التسويف الحكومي لا يمكن أن يكون محمود العواقب دائماً ، فقد يدفع ذلك التمادي والتسويف أسر الضحايا أو البعض من المتظاهرين الى الانتقام والقصاص بأنفسهم من القتلة”.

وأشار التميمي أن ” المتظاهرين وأسر الضحايا لم يستنفدوا بعد كل وسائل الضغط وهم بانتظار الخطوة القادمة من الحكومة ليقرروا في ضوئها ما يمكن أن يكون “، منوهاً الى أن ” الاستعدادات قائمة بين المتظاهرين لإطلاق تظاهرة مليونية تعيد الأمور الى نصابها الصحيح”.

وشهدت فعاليات الشعائر الحسينية التي اقيمت في محافظة ذي قار والمحافظات المنتفضة في الأيام العشرة الأواخر من ( شهر آب 2020 ) فعاليات ثورية غير مسبوقة صبت في تثوير القضية الحسينية والتركيز على جوهر ثورة الإمام الحسين ( ع ) في الإصلاح والحرية واستعادة الكرامة الانسانية بدلاً من الاكتفاء بالنحيب واللطم وشج الرؤوس ، وهو ما أثار حفيظة أحزاب السلطة التي تدعي التدين والتي كانت تستثمر الى وقت قريب الشعائر الحسينية المذكورة لتمرير أجنداتها الحزبية والانتخابية عبر استدرار عواطف بسطاء الناس وادعاء الورع والتدين والتقوى الذي سرعان ما ينكشف زيفه بعد افتضاح دور تلك الأحزاب في نهب المال العام وصفقات الفساد والاستحواذ على المغانم الحزبية. هذا ولم تشهد مراسم إحياء الشعائر الحسينية في ذي قار خلال شهر محرم الحرام الجاري أية فعاليات حزبية أو مشاركة للفصائل المسلحة إذ اقتصر أداء الشعائر على المواكب الحسينية ومواكب المتظاهرين.

وكان ذوو شهداء التظاهرات في محافظة ذي قار دعوا مساء يوم الاحد ( 17 أيار 2020 ) القائد العام للقوات المسلحة الى التدخل لتسليم الفريق جميل الشمري والضباط المتهمين بقتل أبنائهم الى القضاء وذلك لتورطهم بارتكاب مجزرة جسر الزيتون التي استشهد وأصيب فيها أكثر من 145 متظاهراً ، وفيما طالبوا بتغيير رئيس محكمة استئناف ذي قار ، أمهلوا الحكومة المحلية مدة أسبوعين لتنفيذ مطالبهم . ويبلغ إجمالي ضحايا تظاهرات ذي قار من ( 1 تشرين الاول 2019 وحتى الآن) ، نحو ( 122 شهيداً وأكثر من 2700 جريحاً وما يزيد على 600 متظاهر معتقل أطلق سراح معظمهم ، فضلاً عن تضرر 68 مؤسسة ومنزل وعجلة.

المصدر