وطواعية لما يريده المحتلون في مخططاتهم الزائفة
دعا المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) الامة خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 28 صفر 1442هـ الموافق لـ 16 تشرين الاول 2020م، إلى التأسي والتقيد بنهج رسول الله (ص) وقراءة سيرته على الوجه الصحيح حتى تنتهي احدوثة الدجال وحزب الشيطان التي تريد ان تستولي على العالم وتتسلط عليه من أجل شهواتها الشيطانية.
وأعتبر سماحته (دام ظله) حملات التشكيك بالمقدسات والدين هي منحى جند الشيطان واتباع الدجال الذين يريدون ان يلقوا ظلال الشك والخيبة على المتبعين لنهج النبي (ص)، وهم لا يعلمون بأن التأسي برسول الله (ص) هو محور ثبات هذه الامة في مواجهة هذه الهجمات المنحرفة، وهي موجة مخططة لا تمت إلى دين بصلة؛ فلا المسيحية تقبلها، ولا اليهودية تقبلها، ولا الاسلام يقبلها ولا الحنيفية دين ابراهيم (ع) الذي كان مسلماً ولم يكن من المشركين، لذلك هذه القضايا لا تؤثر، ولكنها اختبار لأهل الايمان وخصوصاً لأهل العلم الذين يزعمون انهم طلبة علوم شرعية.
ودعا سماحته (دام ظله) الامة للوحدة والثبات بمنطلق امة الاسلام الواحدة لمواجهة كل مشاريع تقزيم الامة وتقسيم البلاد وتفتيت المفتت، اما اذا خضناها متفرقين أو خضناها كأجنحة يصارع بعضنا بعضاً، هذا حتماً سيعطي فرصة للدجال ولأتباع الدجال لخداع شرائح مختلفة من الناس.
وتابع سماحته (دام ظله) ان مشروعنا هو العودة لبناء الدولة العظمى التي كانت تحكم عالمنا الاسلامي كله التي تتسم بالعدل والايمان الصحيح والحرية التي كفلها هذا الدين، دولة تقوم على الشورى وتلتزم بنهج الامامة الهادية التي أمر رسول الله (ص) باتباعها مع الكتاب، وهذا ما هو موعودون به ان شاء الله من قيام هذه الخلافة العظيمة والامامة الهادية على منهج النبوة ان شاء الله.
وفي الشأن السياسي الداخلي أكد سماحته (دام ظله) بأن المشروع السياسي القائم في العراق جاء به اعداء العراق المحتلون وسار عليه اعداء العراق، واليوم لابد من مشروع يقوم به الشعب العراقي المتمسك برسالته وايمانه وعقيدته، وهو مشروع اسلامي اخلاقي وطني التزم بأمانة هذا الشعب وبمصير هذا الشعب وبمصير هذه الامة، لا الدخلاء والمدسوسون واتباع الدجال واتباع السفارات الاجنبية والذين يتجاهرون بالفسق والفجور والفساد.
وأضاف سماحته (دام ظله) بأن العملية السياسية حتى الآن لم تغير شي حقيقي، ولا زالت في دوامة التزييف والخداع الذي يراد فرضها على الناس، فهي عاجزة عن ايصال الرواتب للموظفين، وعاجزة عن الضبط الامني، وعاجزة عن جمع الاوساخ في الشوارع، فهي دولة فاشلة في كل المعاني.
وانتقد سماحته (دام ظله) الحلول المطروحة ووصفها بالترقيعية ولا فائدة منها، لافتاً إلى ان تقديم التنازلات لدعاة الانفصال والتعامل مع الصهاينة وتقديم الدعم المالي على حساب تجويع الشعب العراقي كله، والمستفاد من هذه الاموال الطائلة التي تدفع هناك هم الذين يردون ان يقسموا هذا البلد ويعملوا لخدمة الصهيونية، علماً ان الشعب الكردي لا يحصل منها على شيء، فالشعب الكردي مظلوم ومهتضم، ورواتبه لا تصل إليه، بل انقطت عنه، وهذا يبين حجم الخلل الذي بنيت عليه هذه العملية السياسية الفاسدة، من سرقة البلاد ونهب الثروات وطعن إرادة هذا الشعب.
وطالب سماحته (دام ظله) بالعمل الجدي على استرجاع القرار السيادي الذي خطف وأصبح بيد الدخلاء وبيد اعداء العراق وعملائهم، ولا حل آخر سوى هذا، مؤكداً بأن موارد العراق من النفط وعموم المنافذ وباقي الثروات الاخرى هي هائلة، ولكنها تسرق ولا تصل إلى الخزينة، سواء كان في الشمال او في الوسط والجنوب.
وأعتبر سماحته (دام ظله) بأن الانتخابات القادمة بكل تفريعاتها هي خدعة على غرار سابقاتها ولا فائدة منها، فلن تفرز الانتخابات القادمة إلا أحزاباً جديدة وتشكيلات جديدة اكثر خضوعاً وطواعية لما يريده المحتلون في مخططاتهم الزائفة، واصفاً دور الامم المتحدة في البلاد بالتافه والسخيف وكان غطاءً لتدمير العراق والذي يراد منه تقسيم العراق الآن.
وفيما يخص الشأن الاقليمي والدولي أكد سماحته (دام ظله) ان حقيقة التطبيع انكشفت بأقبح اشكالها وبأسوأ صورها ولم تعد قادرة على تغيير شيء، ولا حل إلا في دولة فلسطين الواحدة وعاصمتها القدس يعيش فيها ابناؤها دون تمييز بين انسان وآخر، ما دام هو ينتمي إلى دولة فلسطين ومن جاء من الخارج، فيستطيع ان يعود من حيث جاء، او يتم الاتفاق مع الشعب الفلسطيني حول بقاء بعضهم ممن لم يتورطوا بإراقة دماء الناس، ونسأل الله تعالى ان يعلم الانسانية وان يفهم هؤلاء الطغاة بقدرته انهم سيكونون في معرض الوباء والبلاء والابادة اذا اصروا على ظلم الشعوب وخداع الناس وتزييف ارادة الجماهير.
وختم سماحته (دام ظله) مشيراً إلى ان الوثيقة الابراهيمية التي يثيرها اتباع الدجال وحزب الشيطان وهي وثيقة محرفة تهدف لفرض الصهيونية والماسونية على العالم وبالذات العالم الاسلامي، ولكي يخدعوا بعض الناس او يكرهوهم على السير في طريق التطبيع الذي يعني الخضوع لإرادة الشيطان