المرجع الخالصي: الازمة الاقتصادية الخانقة في البلاد مفتعلة وضمن سياسة التجويع من اجل التطبيع

275

دعياء الدين المزيف يبررون للطاغوت جرائمهم في العراق والمنطقة

تطرق المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 10جمادى الاولى 1442هـ الموافق لـ 25 كانون الاول 2020م، إلى مناسبة ولادة السيد المسيح (ع) خاصة ونحن في الايام الاخيرة من سنة 2020م، وعلى ابواب بداية سنة جديدة.

وأكد سماحته (دام ظله) بأن الرسالات السماوية كلها تؤكد على عبادة الله الواحد الاحد وتجنب الطاغوت، داعياً سماحته (دام ظله) الذين يلتزمون بانتمائهم إلى السيد المسيح (ع) بأن يلتزموا بالقيم والثوابت ومبادئ التي دعا إليها السيد المسيح (ع) والتي هي طريقة حياة تنسجم مع طاعة الله تعالى وإرادته، وان يستلهموا الذكرى من السيد المسيح (ع) لكي يكونوا أكثر التصاقاً بسيرة الحق والعدل والايمان والتقى والتقرب إلى الله تعالى، محذراً سماحته (دام ظله) من وسائل الاشغال المتعمدة من أزمات متكررة في واقعنا الذي نعيشه اليوم، داعياً إلى عدم اتخاذ هذه الوسائل سبباً لترك القضايا الاساسية والمصيرية والمهمة في واقعنا اليوم؛ لأنها ستكون فيها نهايتهم وهلاكهم.

وحذر سماحته (دام ظله) من استغلال الشيطان في مثل هذه المناسبات ذات الطابع الديني وخاصة في ظل مخططات واغراءات القوى الطاغية التي حاربها السيد المسيح (ع) والنبي محمد (ص)، داعياً إلى ان يلتزم اهلها بأخلاق ورسالة ومبادئ نبيها المرسل من السماء إلى البشرية، خاصة اننا نرى العكس يجري احياناً في بعض هذه الاحتفالات التي تناقض كل ما جاء به السيد المسيح (ع) وامه البتول الطهر من تقوى وورع واخلاق وشرف وعفة وكمال.

وقال سماحته (دام ظله) ان التحالفات السياسية تعقد في الغالب لتقف بالضد من الدعوات الايمانية، ومن المعلوم ان هنالك تحالفاً سياسياً جرى بين الحكم السياسي الطاغي الذي يمثله الرومان واصحاب المنافع الدينية المزيفة من عبدة الهيكل واصحاب الاموال، وهذا التحالف يتم دائماً ضد الدعوات الايمانية، فالذين حاربوا المسيح (ع) هم الحكّام السياسيون الطغاة وهم الرومان، واصحاب الاموال وهم التجار اليهود من بني اسرائيل الذين لا دين لهم، وامناء الهيكل وهم رجال الدين المزيفون الذين يبررون للطاغوت ولأصحاب الاموال افعالهم الشنيعة، وللفجرة الفسقة ما يمارسونه من محرمات، والغريب ان ادعياء الدين هم اشد خطراً على الدين والامة عندما يكون ادعائهم للدين مزيفاً، واكثر اندفاعاً في محاربة الدعوة النبوية التي جاء بها السيد المسيح(ع)، فهم الذين حرضوا الحاكم الروماني على قتل السيد المسيح (ع)، وكان الحاكم الروماني متردداً في اتخاذ هكذا حكم، حتى غسل يديه من المرفق إلى الاصابع وقال: (انا بريء من دم هذا الرجل ان اقدمت على ما تريدون بحقه!، فقالوا: نعم انت بريء ودمه في رقابنا ورقاب ابناءنا إلى آخر الزمان).

وأكد سماحته (دام ظله) بأن هذا مشابه لما يجري في زماننا اليوم، فهناك طاغوت يريد ان يتحكم في العالم، وهنالك اصحاب الاموال الضخمة في صندوق النقد الدولي ومراكز تجميع هذا المال، وهنالك ادعياء الدين المزيف، وهنالك من يبررون لهؤلاء كل مخططاتهم وجرائمهم في العراق والمنطقة وفلسطين والدول العربية والاسلامية والعالم كله، فلا تغرنكم العمائم الخادعة، ولا وعاظ السلاطين، ولا حلفاء الاحتلال ولا اذناب الكافرين، وسيبقى دعاة المسيرة النبوية الملتزمون بسيرة النبي المصطفى (ص) خاتم الانبياء والذي بشر به السيد المسيح (ع)؛ هم الذين يمثلون الحق.

وفي الشأن الداخلي قال سماحته (دام ظله): فشل الحكومة الحالية او الحكومات السابقة أمرٌ متوقع في ظل عملية لا رأس فيها ولا تخطيط، ويتحكم بها العامل الخارجي لمصالح القوى الاجنبية، فلا يمكن تقديم شيء جديد للشعب العراقي، والدليل الازمة الاقتصادية الخانقة المفتعلة أخيراً.

وفيما يخص هذه الازمة الاقتصادية في البلاد قال سماحته (دام ظله): ان هذا هو جزء من سياسة إشغال الناس في الازمات المتكررة تحت يافطة (التجويع من أجل التطبيع)، وترك الشعب العراقي يعيش في ازمته الاقتصادية الخانقة مع كثرة ما يملك من موارد؛ لأن البعض يسرق هذه الموارد لصالح الطاغوت الاكبر.

وفي الختام دعا سماحته (دام ظله) الشعب العراقي ليرفعوا صوتهم بشكل واضح وجلي، وخاصة بعد الاحداث الاخيرة، وان يتخذوا المواقف الصحيحة لإسقاط المشروع المعادي الذي يريد ان يخنق هذه الامة.

المصدر