المرأة والرجل نظيران في الحب والجمال

554

ضحى كريم ثابت

نصت الآية 85 من سورة الأعراف في القرآن الكريم: على ألا “… تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ…” وأقسى أنواع سيما الخسف، هي إهانة مشاعر إنسان وتبديد عواطفه بخيبة تنتكس به من نشوة الإندفاع في البهجة الى حضيض الإنكسار حسيرا.

حين تعبر إمرأة عن حبها لرجل فيسيء الظن متصورا تلك المشاعر الفياضة التي تغدقها عليه، محض تزلف للإسترزاق، تحت أي توصيف شرعي او غير شرعي.

ولأن معظم الرجال يحتكمون لجمال المرأة كبوابة للتواصل، قبل الوعي والشخصية والأريحية والحب الحقيقي والتماهي الأصيل؛ فإنهم يظنونها تبغي منهم طمعا مريبا حين تتودد حبا.. ربما لأنهم لا يجيدون نشر شباك الهيمنة العاطفية المبررة التي تجذب النساء الى رجولتهم وثقافتهم ونبل مواقفهم وشهامة شجاعتهم التي يحتمين بها مطمئنات.

لذلك يظنونها تهدف من وراء الحب سبيلا الى إستنزاف أموالهم في هواها و”بعض الظن”… بل كله “إثم”!

لو توفر الرجل على ثقة بوسامته الروحية، شجاعا.. مثقفا.. سخيا؛ لتأكد من أنها تحبه لشخصه “من حيث جفك سند للخايفة جنها”… ثقة الرجل بنفسه تجعله جديرا بالحب، وليس بالضرورة المال يسوقه الى مشاعر النساء… لكن كيف لمن يعجز عن بلورة فكرة واضحة بشؤون حياته، أن يتلقى حب إمرأة تهواه بصدق وعد الريح بغيم منذور للمطر…

متى يفهم الرجل أنه جدير بالحب، وينمي في ذاته تلك الجدارة حتى تستحيل حقا طبيعيا وليس مفتعلا بحكم ما يمتلك من أموال تجعل النساء تتهافت عليه بإعتباره مشروعا إستثماريا وليس حبيب غرام يسري مع نبض القلب في العروق.

مع الاسف مهما ارتقى الرجل بوعيه، تبقى نظرته للمرأة غريزية، متخذا من جمالها هدفا وليس وسيلة للسعادة.

إذن فليدربوا ذكورتهم على إحترام إنوثتها، تحت أي خيمة تشملهم معها.. عشيقة او زوجة او… مستأجرة الحضور في حياتهم.

المصدر