الكاظمي قبل عودته من واشنطن: أي جهة تمتلك أسلحة خارج نطاق الدولة تعتبر خارجة على القانون

365

ترجمة / حامد احمد

على مدى عقدين من الزمن تقريبا كان العراق ضحية تدخل عسكري اميركي فاشل وتدخل ايراني بشؤونه الداخلية. أما اليوم فان رئيس وزراء العراق الجديد يحاول التأسيس لنموذج مختلف للعراق يركز فيه على السيادة واصلاحات لمحاربة الفساد مع الابقاء على علاقة تدريب عسكري متواصلة مع واشنطن .

وتحدث رئيس الوزراء الكاظمي عن رؤيته في مقابلة مطولة الخميس بعد لقائه بالرئيس دونالد ترامب في البيت الابيض، اشار فيها الى انه انهى “لقاء مثمرا مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وستنتقل علاقات بغداد وواشنطن الى مرحلة جديدة من التعاون لدحر بقايا تنظيم داعش وتعزيز شراكتنا الاقتصادية.” يبدو ان الزعيمين، ترامب والكاظمي، متشجعين حاليا ضمن علاقة عسكرية سيبقى بموجبها عدة آلاف من القوات الاميركية في العراق لاغراض تدريب القوات المحلية، دون الاشارة الى اي موعد زمني لمغادرتها .

مع عودة القوات الاميركية للعراق عقب تعرضه لتهديدات داعش في 2014، فان هذا الاتفاق يعتبر تغييرا وتحولا مرحبا به. دور القوات القتالية الاميركية قد انتهى بشكل واضح، ولكن يبدو ان اسنادا عسكريا محدودا سيستمر بالتواجد. ووصف ترامب، الكاظمي عند اللقاء به بانه رجل ذو مكانة محترمة عالية في كل منطقة الشرق الاوسط ومحترم جدا بالنسبة لبلدنا ايضا. ووصف العلاقة الاميركية العراقية بانها جيدة جدا .

الكاظمي يعد شخصية جديدة مهمة في المنطقة. لقد اتخذ بشجاعة منهجا مستقلا في سياسته، مبتعدا عن التحالفات السياسية ومقتربا اكثر من حركة المحتجين ومطالبهم وتعهده بمكافحة الفساد في البلد بكل انواعه .

وقال الكاظمي خلال مقابلة معه في واشنطن “نحن لسنا بحاجة لقوات اميركية قتالية في العراق وقد تم الحاق الهزيمة بداعش، نحن نحتاج من القوات الاميركية ان تركز على التدريب وبناء قدرات القوات العراقية”.

واشار الكاظمي الى ان الزعماء العراقيين السابقين كانوا يخجلون من الاقرار بحاجتهم لدعم عسكري من الولايات المتحدة. واضاف الكاظمي بقوله “نحن نعتقد ان هذه العلاقة ليس فيها ما يدعو للخجل والارباك، انها علاقة تدعو للافتخار بها .” قال الكاظمي ان هناك قضايا ما تزال غير محلولة وكذلك بالنسبة للولايات المتحدة. استخدام المجال الجوي العراقي وخارطة طريق اعادة نشر القوات الاميركية. هذه القضايا سيتم طرحها من قبل مجموعة حوار ستراتيجي مشتركة التي التقت مرتين وستستمر باللقاءات خلال هذا العام .

العراق يعتبر نقطة بارزة بالنسبة للخلاف الاميركي الايراني، وشرح الكاظمي محاولته الحثيثة لكسب شيء من فسحة المناورة السياسية من طهران. وقال الزعيم العراقي انه أخبر قادة ايرانيين خلال زيارة قام بها الشهر الماضي بانه على طهران ان تتعامل في علاقتها مع العراق كتعامل “دولة إزاء دولة” بدلا من ان تتعامل من خلال افراد من قادة فصائل مسلحة قد يقوضون سلطة بغداد .

كان الكاظمي حريصا ايضا في سعيه لتحسين العلاقات مع السعودية. وقال انه تباحث خلال مكالمة هاتفية الاربعاء مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، قبل يوم من التقائه بالرئيس ترامب، حول التعاون العراقي – السعودي في مجال النفط والقضايا الاقتصادية. التحدي الاصعب الذي يواجهه الكاظمي هو في سيطرته على الفصائل المسلحة الموالية لايران التي تهدد بان تكون دولة داخل دولة. وبين الكاظمي ذلك بقوله: “انهم يشعرون بان شرعيتهم متأتية من التواجد الاميركي في العراق. ولكن هذا لا يعطيهم الحق بان يهاجموا القوات الاميركية في العراق على الدولة ان تحصر السلاح بيدها فقط. أي منظمة تمتلك اسلحة خارج نطاق الدولة تعتبر خارجة على القانون .”

يتحدث الكاظمي عن مستقبل لمنطقته شبيه بمستقبل اوروبا، بتدفق حر لرؤوس الاموال والتكنولوجيا، بما يصفه بالشرق الاوسط الجديد .

ويخطط الكاظمي ان يلتقي الاسبوع القادم في عمان ومصر لمناقشة توجهه هذا، وسيتوجه قريبا الى السعودية للقاء ولي العهد . وعندما سُئل الكاظمي عن موقفه من التطبيع الاخير بالعلاقات بين دولة الامارات العربية واسرائيل، رد الكاظمي بجواب دقيق “انه قرار اماراتي، وعلينا ان لا نتدخل فيه .”

من المقرر ان تقام الانتخابات البرلمانية المبكرة في شهر حزيران 2021. الكاظمي تسلم منصبه كرئيس وزراء انتقالي، بدون اي قاعدة طائفية او حزبية قوية. ويتمتع بفرصة الاحتفاظ بالسلطة اذا كان قادرا على استغلال الطاقة السياسية للمحتجين الشباب في الشارع، الذين سئموا من الاحزاب والسياسيين التقليديين .

وعند الاستفسار منه عن برنامجه الحكومي، أدرج الكاظمي سلسلة من المبادرات المتعلقة بالصحة العامة والاقتصاد. وقال الكاظمي “ان التحدي الرئيسي الذي يقف بوجه تحقيق تقدم في أي من هذه المجالات هو قضية الفساد”، مشيرا الى انه “مثل هكذا اصلاحات نادرا ما تنجح في الشرق الاوسط الجديد. ولكن في العراق وعبر المنطقة باجمعها، فان الغضب الشعبي ازاء السياسات في تزايد كالمعتاد”.

عن: واشنطن بوست

المصدر