الكاظمي: أنا غير معني بالمزايدات الانتخابية

221

بغداد – واع

حيا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، جميع عوائل الشهداء بمناسبة يوم الشهيد العراقي، فيما أكد أن الدم الطاهر هو من يبني المستقبل.

وقال الكاظمي في كلمة بمناسبة يوم الشهيد العراقي، وحضرتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "اليوم هو يوم الشهيد وهو يوم مهم في تأريخ الشعوب والامم فكيف اذا كان على ارض العراق الطاهرة التي احتضنت جسد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام"، مبيناً أن "هذا اليوم الكبير يضعنا بمعانيه العالية أمام مسؤولية التأريخ، التاريخ الذي للأسف لم يعد البعض مهتماً كيف يكتب ولماذا يكتب ومن سيكتبه".

واضاف: "نعم التاريخ ، لأن دم الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم كان تاريخًا، ودم الشهيد محمد باقر الصدر كان تاريخًا ، ودم الشهيد محمد محمد صادق الصدر كان تاريخًا، ودماء المجاهدين والمناضلين الذين قارعوا النظام البعثي الدكتاتوري هي تاريخ ، وشهداء الدفاع عن العراق بوجه الارهاب هي تاريخ .. وشهداء منهج الاغتيال بكواتم الصوت كان تاريخا ، والتاريخ لا يكتب صدفة .. كما لا يكتبه من لا يؤمن به".

وبين أنه "من مؤلم جداً أن تكون أغلب عناويننا التأريخية مقترنة بالشهادة ، لكنه ألم يثير الفخر والاعتزاز ، ويسهم في تأصيل المنظومة الفكرية للأجيال".

وتابع: "احيي كل عوائل الشهداء وان دم الشهداء يبني المستقبل ، وامامنا المسؤولية التي تصدت لها كل الأمم الحية، وهي تحويل المعاني التاريخية للشهادة الى فعل إنجاز وبناء وتأسيس، فكل قطرة دم شهيد مقدسة تطالبنا ان ننجز بناء الدولة وبناء الوطن، ونبتعد عن التناحر والمتاجرة بدم الشهداء دون تطبيق فعلي، وكل وقفة حزن عاشها الشعب العراقي طوال تاريخه تطالبنا ان ننجز ونبني وان نقف بشجاعة لنوقف الانهيار".

ولفت الى أنه "في مثل هذه الأيام من العام الماضي شعر الجميع ان شعبنا قد اصابه اليأس من العملية السياسية وفقد الثقة بالدولة، ففي مثل هذه الايام قبل عام كان العراق امام تحدي البقاء .. كل شخص يفسر الاحداث بطريقته بنظرية المؤامرة او غير نظرية المؤامرة .. ولكن الحقيقة التي اؤمن بها شخصياً هي ان شعب العراق وصل الى مرحلة الاحباط واليأس من امكانية ان تنجز الدولة مسؤولياتها تجاه شعبها".

واكمل قائلاً: "ولهذا تحديداً رفعت هذه الحكومة التي تشرفت بتكليفي برئاستها شعار الدولة منذ اليوم الاول ، وعملت لاستعادة منهج الدولة في كل المجالات ، لان الغرض هو استعادة ثقة الشعب بالدولة ومؤسسات الدولة ، وليس الغرض اضعاف القوى السياسية او خلق حالة الصراع، وكنت ومازلت افترض ان الصراع والمناكفات السياسية التي لم تتوقف خلال 7 اشهر من تشكيل الحكومة هي نتاج طبيعي لعدم وجود بيئة انجاز ولعدم وجود بيئة الثقة وحسن النية المتبادلة، ويجب ان نعمل لتجاوز هذه المرحلة".

وأكد أن "اليوم توضع العراقيل بوجه الحكومة لمنعها من تحقيق انجاز لصالح مستقبل شعبنا ، ولابقاء هذا الشعب اسير الاحباط واليأس للاسف، ولذلك اقول بصراحة وصدق .. انا غير معني بالمزايدات الانتخابية .. وانا اتجنب الرد على الاكاذيب والاتهامات والتزمت سياسية الصمت وعدم الرد حتى لانجر البلد الى اجواء التناحر سواء بين القوى السياسية او بين الحكومة ومجلس النواب".

ونوه الى أنه "رغم كل العراقيل والممانعات .. حققنا العديد من الخطوات الايجابية في ملفات الازمة الاقتصادية العالمية وسيتجاوز العراق الازمة بعون الله ونطبق الورقة البيضاء الاصلاحية ، وحققنا خطوات ايجابية في ملاحقة الارهاب وتقوية المنظومة الامنية والعسكرية وتمكين مؤسسات الدولة ، وحققنا خطوات ايجابية في مكافحة الفساد ، وحققنا خطوات ممتازة على مستوى العلاقات الخارجية، وساهمنا بلغة الحوار في منع تحول بلدنا من جديد الى ساحة خلفية للنزاعات الاقليمية والدولية، ونحاول ان نسهم في تحقيق أعلى درجات التهدئة بين جميع الاطراف لنمنع الانزلاق مجددا الى المناكفات السياسية وتحل محلها اجواء الثقة ونتفرغ لبناء البلد".

وشدد على أن "مطلب التهدئة اصبح مطلباً داخليا واقليمياً وعالمياً ، وان الحكومة العراقية ساهمت وتساهم في نشر اجواء الثقة بين دول المنطقة ، وهناك بيئة جديدة بدأت تنمو للوصول الى حلول لازمات المنطقة. العراق يستعيد دوره كعامل لصنع السلام وجامع لا مفرق"، مشيراً الى أن "الانتخابات هي المعيار الاخلاقي للالتزامات الحكومية ولهذا نتعامل بشفافية مع هذا الملف، دعمنا مفوضية الانتخابات للقيام بواجبها باجراء انتخابات نزيهة بوجود مراقبين دوليبن، فنحن امامنا فرصة تاريخية لاستعادة ثقة شعبنا بالدولة وبالنظام الديمقراطي وبالانتخابات كوسيلة تغيير ، يجب ان نستثمرها من أجل التصحيح والنهوض معاً والانطلاق الى المستقبل معاً".

العراقالمصدر