العراق يقترب من ربع مليون إصابة بكورونا ومقترح لاعتباره غير وبائي

799

بغداد / علي الجاف

يقترب العراق من تسجيل ربع مليون اصابة بكورونا. فيما تجاوزت حالات الوفاة حاجز الـ7000، منذ ظهور “المريض صفر” في المدينة القديمة بمحافظة النجف اواخر شهر شباط الماضي.

وسجلت وزارة الصحة قبل ايام اعلى البيانات الاحصائية عن وضع الفايروس، بفحص نحو 20 الف عينة، وهو رقم استثنائي مع دخول مختبرات PCR في كل المحافظات حيز العمل. وأعلنت وزارة الصحة، في بيان، أمس، تسجيل 3757 اصابة جديدة بالفايروس، مقابل 3722 حالة شفاء، في حين سجلت 83 وفاة جديدة. وبحسب مصادر تحدثت لـ(المدى)، أن البلد تلقى “مساعدات سخية” من ايطاليا يوم أمس، بالاضافة الى معدات فحص ومختبرات ومن الصين، وهما بلدان انهار القطاع الصحي فيهما تحت ضربات الوباء. وبحسب خبراء، فأن معدل سعر الفحص الواحد عبر تقنية الـPCR، يقدر بقرابة الـ70 دولارًا، في الوقت الذي يجري العراق يوميًا نحو 20 ألف فحص، ما يعني أن العراق ينفق نحو مليون ونصف دولار يوميًا. وبلغ عدد الفحوصات الكلية التي اجراها العراق منذ بدء ظهور الفايروس، نحو 1.6 مليون فحص، ما يعني انفاق أكثر من مئة مليون دولار حتى الان، من اجل شفاء اكثر من 75% من المصابين في مستشفيات العزل الخاصة ومنازلهم، أي قرابة 176 الف.

ويلوح اليأس في تصريحات بعض المسؤولين، ومنهم مدير دائرة الصحة العامة في دائرة صحة الرصافة، بشار عبد اللطيف، الذي قال إن ارتفاع معدل الشفاء من فايروس كورونا، لا يعني ان الوباء انتهى.

واضاف في مقابلة متلفزة، “لم نسيطر على كورونا بعد، وعدم الالتزام بالوقاية وعدم الابتعاد عن التجمعات أدى لارتفاع عدد الاصابات، وإن لم يحدث التزام سيستمر الارتفاع وتزداد معدلات الوفيات والاصابات”.

وتابع، ان “الخريف يبدأ في العراق منتصف أيلول المقبل وبداية تشرين الأول ويجب أن يكون هناك وعي صحي لمنع الإصابة، ومن لا يلتزم فليتوقع الإصابة عاجلا ام اجلا لأنه لا أحد محصن من الفايروس”.

وأصبح معروفًا أن نتائج الفحوصات والمسحات التي تجريها الوزارة في مؤسساتها المختلفة بعموم العراق، تستغرق نحو 48 ساعة قبل ظهور النتائج في اسرع حالة.

وكيل وزير الصحة حازم الجميلي كان قد قال في تصريحات متلفزة، إن “عدد المختبرات والفحوصات اليومية لا يبرر الذهاب للقطاع الخاص لإجراء فحص كورونا، والإعلان عن نتيجة الفحص لا يتجاوز الـ 48 ساعة، وتجري الآلية بعد ابلاغ المشتبه باصابتهم بالفايروس عبر الهاتف، ومن لا يتم ابلاغه يسجل كتقصير على المؤسسة الصحية المشرفة”.

لكن مشاكل انتقال العدوى لم تتوقف حتى مع تكثيف الفحوصات، ويقول عدة مصابين التقتهم (المدى)، انهم لم تظهر عليهم الاعراض المعتادة، ومع تأخر ظهور النتائج لمسحاتهم كان الأوان قد فات، ونقلوا العدوى لآخرين.

ويقول احد المصابين ويدعى إبراهيم (25 عامًا)، “قمت بتقديم نفسي الى الفحص من دون ان تظهر علي أية اعراض، انتظرنا لثلاثة أيام، وكنت واثقًا من اني لا اعاني من شيء، لكن الفحص جاء مغايرًا، بعد اقل من 24 ساعة، كانت الاعراض واضحة على ثلاثة من اخواتي وأخوتي”.

وصار في حكم المؤكد ان الفحوصات لم تعد تفي بالغرض الاساسي وهو “الكشف المبكر” إذ لا فائدة واضحة من تشخيص الاصابات على صعيد منع التفشي ومعها صار اجراء الفحص “هدرًا للأموال” وبناء قاعدة معلومات لموقف وبائي يومي.

وهنا يقترح أطباء ان تلجأ وزارة الصحة لتوفير الفحوصات إلى الحالات المتقدمة فقط، لتشخيص شدة الإصابة بكورونا وتقديم العلاج المخصص، كما كل الامراض الأخرى، حيث يتم التعامل مع فايروس كورونا كمرض “غير وبائي”، وهو مبدأ قريب للتعايش، الذي ترجح تقارير علمية ودول عديدة على امكانية اتباعه مع التركيز على الحالات المتقدمة وحماية الأشخاص الأكثر تعرضًا للخطر.

المصدر