العراق توسعة مرقد الإمام الحسين.. إيران تمسك بتلابيب العراق عبر المزارات الشيعية

593
توسعة ضريح الإمام الحسين في العراق هي الأكبر منذ 300 عام

كشف تقرير استقصائي، لوكالة رويترز، أن إيران تعزز نفوذها في العراق بإنفاق ملايين الدولارات على تطوير المزارات الشيعية في جارها الغربي.

ويلفت التقرير إلى أن أنفاق إيران مئات ملايين الدولارات على العتبات الدينية الشيعية في العراق، يمكنها من ربطه بها، على نحو أقرب.

وذكرت الوكالة أن حسن بلاراك، وهو قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، قام في سبتمبر الماضي بزيارة غير معلنة لأحد أقدس المواقع الإسلامية الشيعية في مدينة كربلاء وسط العراق، بهدف التحقق من مشروع ضخم لتوسعة ضريح الأمام الحسين، بتكلفة تقدر بـ 600 مليون دولار.

وتنفذ المشروع شركة “كوثر” التي يملكها بلاراك مع الحرس الثوري، وهي مؤسسة مرتبطة بالمرشد الأعلى الإيراني وتخضع لعقوبات أميركية.

ومؤخرا، تم إدراج بلاراك نفسه على لائحة العقوبات الأميركية بتهمة تهريب الأسلحة وأنشطة استخباراتية وغسيل أموال.

الأكبر منذ 300 عام

وتوسعة ضريح الإمام الحسين تعتبر الأكبر من نوعها منذ 300 عام، وستجعل الزيارة إليه أكبر من الحج إلى مكة المكرمة، كل عام، بحسب رويترز.

ولم ترد أي تقارير إيرانية أو عراقية عن الزيارة، لكن رويترز حصلت على صور للضابط الإيراني في الموقع من عامل عراقي يعمل في المشروع.

وبحسب تقرير الوكالة، فإن الموقع ذاته كان قد زاره قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني في عام 2018، وخلفه إسماعيل قاآني بعد أسبوعين، من زيارة بيلاراك.

ملايين الحجاج

وذكرت رويترز أن المباني متعددة الطوابق تحتوي على أماكن للوضوء ومتحف ومكتبة.

وسيصل ملايين الحجاج الذين يغلب عليهم الشيعة من جميع أنحاء العالم الإسلامي إلى ضريح الحسين عبر نفق طريق كبير. ويهدف المشروع إلى تطوير السياحة الدينية في العراق وسوريا مع وجود مزيد من المشاريع في طور الإعداد.

واعتبرت التقرير أن المشروع يعزز النفوذ الإيراني في العراق ويعمق التعامل التجاري بين البلدين، علما بأن السياحة الدينية تعتبر المصدر التجاري الثاني للعراق بعد النفط.

“القوة الناعمة”

وقال بانغن ريكاني وزير الإسكان العراقي الأسبق المطلع على المشروع لرويترز “إيران اخترقت الدولة العراقية العميقة.. الإيرانيون يستخدمون بشكل متزايد قوتهم الناعمة وعلاقاتهم الدينية، والتي يمكن أن تكون أكثر أهمية من العلاقات السياسية”.

يشار إلى أن الحكومة العراقية تمنح المشاريع الدينية امتيازات خاصة، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية على واردات الأسمنت والفولاذ الإيراني ومواد أخرى.

وحسب التقرير، فإن طهران تستفيد من هذه الميزة لبيع منتجاتها في مناطق أخرى، في محاولة لمواجهة العقوبات الغربية على إيران.

ولم يتسن لرويترز الحصول على تعليق من السلطات في العراق أو إيران.

وللحرس الثوري إمبراطورية عسكرية تجارية في إيران، يسعى لتوسيع نفوذها عبر سوريا والعراق ولبنان، خصوصا من خلال الأماكن الشيعية المقدسة.

وتسعى الولايات المتحدة إلى مقاومة ذلك النفوذ عبر فرض العقوبات وإنشاء تحالف جديد بين إسرائيل ودول عربية، فضلا عن محاولة استمالة حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مواجهة المليشيات العراقية الموالية لإيران.

المصدر