العراق بين احتمالات فوز ترامب أو بايدين
بقلم مهدي قاسم
ستبدأ بعد أسابيع قريبة عمليات التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية بين المنافسين ترمب وجون بايدين ، دون معرفة مسبقة أيهما أكثر حظوظا بالفوز النهائي ، وأن كانت بعض الاجتهادات و الانطباعات الأولية تُشير إلى ارتفاع نسبة الحظ طفيفا جدا عند بايدين ، دون أن يعني ذلك شيئا مؤكدا بالمرة ..
وقبل أن ندخل في التفاصيل يجدر أن نذكر مثلا هنغاريا يقول :
ـــ ” أحدهما كلب و الآخر جرو ” بمعنى على الصعيد الوضع السياسي العراقي أن مناخ التغيير الجذري لن يخيم على الأجواء السياسية في العراق سواء فاز ترمب أم بايدن وأن كان ثمة انطباعا لا زال قائما عند بعض العراقيين الذين يعتقدون أنه في حالة فوز ترامب في الرئاسة الثانية فإنه من المحتمل جدا أن يمارس ضغوطا سياسية وعقوبات اقتصادية وربما عسكرية أيضا ، أكثر جدية وفعالية ضد النظام الإيراني ربما سيؤدي إلى انهياره البطيء من جهة ، وأنه سيلتقط قادة وزعماء المليشيات التابعة والموالية للنظام الإيراني في العراق والذين قصفوا ولا زالوا السفارة الأمريكية في بغداد بين أسبوع و آخر ، سيلتقط بعضهم بنفس أسلوب مشابه للذي حدث مع مهدي المهندس و الجنرال سليماني من جهة أخرى ..
في حين إذا فاز جون بايدن ــ حسب فريق عراقي آخر ــ فأنه سيكرّس ، بل و ربما سينفّذ أيضا فكرة تقسيم العراق ، مثلما دعا إلى ذلك سابقا ، عندما كان نائبا لأوباما الذي كان أكثر ” تفهما ومرونة ” للوضع الإيراني ” لحد عقد صفقات سياسية معه على حساب توسع نفوذ إيران السياسي والأمني والاقتصادي في المنطقة و تخريبه و دفعه لحد الإفلاس الكلي ، بلدانا عديدة وذلك من خلال أتباع وموالين وعملاء من عصابات لصوص متحزبة أو ميليشياوية ، وقد جرى كل ذلك تحت أنظار الإدارة الأمريكية آنذاك وتفرجها السلبي وغير المبالي ـــ وفقا لتصريح زلماي خليل زادة الذي كان أقرب شاهد عيان على ملابسات و إسقاط النظام السابق ومن ثم تسليم السلطة لعصابات لصوص و سقط متاع من الإسلاميين الشيعة والسنة على حد سواء..
ولكن يجب أن نعرف ، طبعا ، منطلقين من تجربة الاحتلال الأمريكي للعراق والتي جاءت مخيبة للآمال تماما ، بأنه لا يمكن التعويل على الإدارة الأمريكية ، بأي شكل من الأشكال ، سواء فاز الجمهوريون أوالديمقراطيون ، وبالتالي فإن عملية التغيير والإصلاح الحقيقية في العراق يجب أن تجري و تحدث على أيدي وسواعد عراقية صرفة و ذات توجه وطني أصيل ..