الطب رسالة إنسانية.. عمر العزاوي تفاؤل يقطع نصف طريق الشفاء

158

الطب رسالة إنسانية..
عمر العزاوي تفاؤل يقطع نصف طريق الشفاء

ضحى كريم ثابت

“كم نحتاج من طاقة الخيال؛ لنتصور قطعة اللحم في الطبق أمامنا، خروفا ونسمع ثغاءه” والطب في العراق تحول الى تجارة.. فاسدا مثل كل ميادين الحياة بعد 2003 “إذا فسد الملح بماذا يملح”.
أنواع الفساد كلها.. في ميادين الحياة كافة، مرفوضة ومستهجنة وموضع مؤاخذة وتستحق العقاب في الدنيا والآخرة، ملحقة السيئات بمرتكبها، لكن الإثم يتضاعف في الميادين الحساسة، المتعلقة بطعام الناس وصحتهم.. هذان المجسان شديدا الخطورة، ولا يصح إستغلالهما، حتى من العدو بحق عدوه…
العداوة.. حتى العداوة يجب ان تقوم على نبل في المواجهة، لكن ما حدث في العراق لم يعد فيه حتى التصالح نزيها.. كل شيء فسد بإرادة مرسومة، تظهر جلية في الطب.. الذي يستنزف صحة المريض بدل معالجته؛ بهدف إبتزاز المراجع، حتى لو كان غير مريض.. الصيدلية إما ملك الطبيب او إبنه والمختبر “لو لبنته لو لغريب” ومتفق على عمولة ونسبة وكومشن و… يتورط المراجع بأشعة وتحليل وكيس أدوية معظمها يضر أكثر مما يعالج وربما “أكس باير – نافد الصلاحية”.
هذا ميزان كفة معتمة، يناظرها ضوء ساطع النزاهة، يعادل ميزان الحياة “إذا خليت قلبت” فثمة أطباء زاهدون بالمال والبروبكاندا.. مخلصون للمهة إيمانا بالله وولاءً لأخلاق الطب، كما لخصها ابوقراط في قسم يردده المتخرجون في كليات طب العراق، ومعظمهم ينساه على مدرجات الكلية داخلا ميدان العمل عاريا من أخلاق المهنة، متسترا بالمال الفاسد بدل ثوب النزاهة.
لكن.. نماذج مثلى كثيرة، تمر في حياتنا.. تستحق ان نرتشفها مثل النصف الممتلئ من الكأس، ومنها د. عمر العزاوي.. عينة راقية، عرضت في حياتي مكتفيا بأجور معاينة رمزية “إخت البلاش” وأحيانا.. بل دائما بالمجان…
يعيش د. عمر العزاوي، في الخارج، يعالج أمراض المبيض والانجاب، بأنظمة غذائية ومكملات دوائية، محاط بجوق من مدربات، يعنين بالحالات المرضية.. هؤلاء المدربات كن في الاصل مريضات، وأكتسبن الشفاء، متعافيات على يديه، وقد إستحصلن خبرة تضافرت مع دورات مكثفة ودقيقة، خضعن لها على يديه، وما زلن يعملن تحت إشرافه.
أما الفقراء فلا يكتفي بمعالجتهم مجانا، إنما يتكفل بثمن الدواء! فضلا عن التفاؤل الذي يبعث الامل في المريضة، قاطعا نصف الطريق الى الشفاء.
الرجل ملتزم دينيا، يؤمن بالرزق الحلال وإن قل؛ فالرب يبارك فيه، مكافأته الحقيقية، نظرة رضا من مريضة جاءته سعيدة ببشرى الشفاء، وعلى وجهها بهجة خجل بريء؛ فهو حين يعالج مجانا، ينتظر المكافأة الحقيقية في رسالة من احدى المريضات وهي تبشره بشفائها او حملها.

المصدر