الصحة العالمية: 80% من العراقيين لا يلتزمون بإرتداء الكمامة

339

وضعت منظمة الصحة العالمية، أمس الاحد، خطوطاً حمر على نقاط خطرة بشأن تفشي فايروس كورونا في بغداد.

وقال ممثل الصحة العالمية في العراق د. أدهم اسماعيل في مقابلة متلفزة تابعتها (المدى)، إنه “رغم ارتفاع عدد الإصابات، فأنه يُسجل في العراق معدل شفاء أعلى من المعدل العالمي يصل إلى 80٪ بفضل تقوية النظام الصحي وتحسين البروتوكولات العلاجية وهو ما رفع عدد المتعافين وقلل عدد المتوفين”.

وبين إن “معظم الإصابات بكورونا في العراق حدثت لأشخاص أعمارهم تتراوح ما بين 30-40 سنة وبواقع أكثر من سبعين ألف مصاب وهو ما يفسر بأن هذه الفئة هي أكثر الفئات غير الملتزمة بالوقاية ومن تسبب بنقل العدوى لبقية الفئات”.

ولفت إلى إن” عدد الوفيات في هذا المعدل العمري هو الأقل ولا يتجاوز الـ 300 شخص بينما معدل الوفيات فوق سن الخمسين يزيد عن 2500“. وكشف أنه “رغم ارتفاع نسب الاصابات إلا أن نسبة الاشغال في المستشفيات لا تزيد عن 40% لأن غالبية المواطنين يتلقون العلاج في منازلهم لكن نحذر من أن الشعور بالأعراض المتقدمة دون مراجعة المستشفى سيمهد للوفاة وأغلبية المتوفين يصلون المستشفيات متأخرين ويغادرون الحياة بعد يوم أو اثنين”.

وحذّر من أن “80% من العراقيين ممن يخرجون الى الشوارع غير ملتزمين بارتداء الكمامات وفق ما شاهدناه نحن، ومن يصاب يلوم النظام الصحي رغم إنهم يعرضون أنفسهم للخطر بسبب عدم التزام الوقاية ويجب الحذّر كذلك من اعتماد علاجات تنشر على فيسبوك، أو يتابعون عيادات وهمية تصف لهم أدوية تهدد حياة من يتعاطاها”.

وفيما يتعلق بجهود الجيش الأبيض في مواجهة كورونا قال إسماعيل إن “هناك 14500 من الكوادر الطبية اصيبوا بكورونا وما زال منهم أكثر من 2700 تحت العلاج، ندعو الحكومة للتخفيف عنهم وزيادة رواتبهم لأنهم يخاطرون بحياتهم وردع أية محاولات اعتداء عليهم”.

وكشفت أعضاء بلجنة الصحة النيابية، أمس الأول السبت، عن سبب أدى الى عدم تقبّل العراقيين لفترة العزل المنزلي وإجراءات كورونا خلال الأشهر الماضية، فيما أكدوا أن العراقيين يعيشون الآن فترة التعايش مع الوباء.

وقالوا، إن “العراقيين مروا بظروف عصيبة في العقود الماضية جعلتهم أكثر صلابة في مواجهة الأزمات”، كما بينوا أن “الكثيرين كانوا يقارون بين فترة المفخخات وكورونا وكيف كانوا يمارسون حياتهم مع كل انفجار يحصد العشرات لذا لم يكن هناك التزام رغم تكرار الحظر الشامل والجزئي”.

وأضافوا أنه “حتى الشرائح التي كانت مرعوبة من فايروس كورونا كسرت حاجز الخوف”، مشيرين الى أن “الكثيرين لايهتمون بالأرقام التي تسجل بالإصابات ويتعاملون مع الوباء وكأنهم مرض عادي مثل الانفلونزا”، مؤكدة أنه “حتى ولو رغبت الحكومة فرض الحظر لأي سبب سيكون الأمر صعب جداً “ .

وتابع اعضاء اللجنة ان “95% من المصابين بكورونا بدون اعراض وفق المعلومات من اللجان الصحية وان اكثر من 90% من الوفيات تحصل بالاساس لمرضى وكبار سن يعانون مع امراض مزمنة متعددة”، مؤكدين ان “الحكومة اصحبت مدركة بان السيطرة على المواطنيين صعبة جدا”.

واشار النواب الى ان “التعايش مع كورونا حقيقة واضحة والان عشرات الالاف يسيرون صوب العتبات المقدسة لاداء مراسم الزيارات الدينية”. وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الخميس الماضي، إلغاء حظر التجوال الصحي كلياً في العراق.

وكانت وثائق صادرة عن اللجنة تتضمن، الغاء الفقرة (1) من قرار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية (86 لسنة 2020)، والتي تتضمن قرار استمرار حظر التجوال من الساعة العاشرة ليلاً إلى الخامسة صباحاً، حيث يبدو ان السلطات الصحية باتت مقتنعة باسترار الحظر لانه لن يجدي نفعاً، مع الارتفاع المتواصل في أعداد المصابين، وعدم فاعلية الحظر بالنظر لتجاهله من قبل قطاعات واسعة من السكان. وبات المواطنون يتحركون من دون قيود بعد رفع الحظر بشكل كامل. كما باتوا يتعاملون مع الفيروس بقليل من الاحتراز، وعادت الأسواق والمطاعم والمقاهي ومواسم الزيارة إلى ما يشبه الحال قبل تفشي الوباء.

ومع ذلك، ما زالت السلطات الطبية العراقية تحث مواطنيها على الالتزام بشروط الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي لتفادي تفاقم أوضاع الصحة في البلاد، إلى جانب اتخاذها قرار بغلق الحدود أمام وفود الزيارات الدينية، والسماح بدخول الوفود والبعثات الأجنبية فقط.

من جهة أخرى، أعلن أمين اتحاد شركات الطيران الإيرانية مقصود أسعدي ساماني، أمس، تعليق الرحلات الجوية للعراق حتى انتهاء الزيارة الأربعين الدينية إلى كربلاء. وقال ساماني في تصريح لوسائل إعلام إيرانية، إن الرحلات متوقفة حالياً نحو مطاري النجف وبغداد حتى انتهاء الزيارة الأربعينية، «باستثناء تسيير شركة طيران عراقية رحلات لنقل المواطنين العراقيين من إيران إلى بلادهم». وأضاف أن «الحكومة العراقية لن تستقبل أي زائر أجنبي على خلفية جائحة كورونا».

وكانت وزارة النقل العراقية أعلنت، الخميس الماضي، تعليق الرحلات الجوية لشركة الخطوط الجوية من وإلى إيران اعتباراً من 25 أيلول ولغاية 9 تشرين الأول المقبل، بناءً على الطلب الرسمي المقدم من قبل سلطة الطيران الإيرانية إلى الجانب العراقي.

وذكرت الوزارة أن «القرار يشمل جميع الرحلات المباشرة من المطارات المحلية إلى مطارات الجمهورية الاسلامية إيران، بعد الإعلان عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا في مناطق إيرانية». وعلّقت السلطات العراقية منح تأشيرات السياحة للمواطنين الأجانب بالتزامن مع زيارة الأربعين.

المصدر