أثار إعلان دولة البحرين توصلها لاتفاق سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي موجة من الجدل الواسع في الأوساط العربية و الدولية , حيث انتقد البعض تخلي دول الخليج عن تعهداتها السابقة لفلسطين , فيما وصف آخرون القرار بالشأن الداخلي للشعب البحرين و قيادته .
و يأتي قرار البحرين اللحاق بركب الامارات في خيار التطبيع العلني في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية نقاشا محتدما بين دعاة التصعيد و نظرائهم من دعاة التعقل .
جدير بالذكر أن العديد من الأنظمة العربية كمصر و الأردن قد باركت خيار الإمارات داعية الى ضرورة العمل على إحلال السلام في المنطقة دون المس من الحق الفلسطيني في دولة على أرضه .
هذا و قد تحدثت مصادر إعلامية عديدة عن تواصل قيادات عربية مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة ، للتاكيد على وقوف حكوماتهم الى جانب الشعب الفلسطيني داعين في الوقت ذاته الى ضرورة الدفع نحو التهدئة في فلسطين و عدم تفعيل خيار التصعيد مادامت الحلول الديبلوماسية متاحة .
العديد من المحللين اعتبروا هذه الرسائل بمثابة الدعوة الصريحة للتخلي عن خيار المواجهة الميدانية مع قوات الاحتلال في هذا الوقت كي لا تدخل فلسطين في مواجهة مع دول عربية شقيقة حيث يحتم الواقع المتغير على الفلسطينيين تحكيم صوت العقل و الابتعاد عن الخيارات المتهورة التي لا تخدم أحدا غير دولة الاحتلال.
تخشى القيادة العربية من استمرار المسؤولين الفلسطينيين في تجييش الشارع الفلسطيني بتصريحاتهم الحماسية كتصريح نبيل شعث الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا صراحة الى انتفاضة ثالثة , فهل تحافظ السلطة برام الله على اتزانها المعهود أم أن هذا الزمن قد ولى و ذهب.