شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، على وجوب التشاور مع دول الخليج «بشكل كامل»، في حال أعيد إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكداً أنه الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام، فيما قال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إن الشرق الأوسط بحاجة إلى «رادع أمني مرن».
وقال وزير الخارجية السعودي لوكالة الصحافة الفرنسية: «بشكل أساسي، ما نتوقعه هو أن يتم التشاور معنا بشكل كامل، وأن يتم التشاور بشكل كامل معنا ومع أصدقائنا الإقليميين، بشأن ما يحدث، في ما يتعلّق بالمفاوضات مع إيران». وأكد الوزير في كلمة ألقاها بالنسخة 16 من حوار المنامة، أنه سيكون لرؤية المملكة لعام 2030 تأثير مضاعف في ظل تحولات ثقافية واقتصادية محلية تفيد المنطقة أيضاً.
وبشأن فيروس كورونا، أضاف الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أن الجائحة جعلت مهمة المملكة في قيادة مجموعة العشرين هذا العام «أكثر صعوبة». وأعرب عن التزام المملكة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة التداعيات التي فرضتها الجائحة.
وبخصوص مسار السلام بالشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية السعودي إلى ضرورة «التركيز على عودة الفلسطينيين والإسرائيليين لطاولة المفاوضات».
من جهته، قال وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني إن «على المجتمع الدولي أن يفهم تحديات الأمن القومي التي يواجهها الشرق الأوسط». وأضاف أن «العالم ينظر للشرق الأوسط على أنه منطقة غير مستقرة»، داعياً إلى ضرورة تغيير هذه النظرة. وأكد الزياني أن أمن الشرق الأوسط ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن العالمي لمدة سبعين عاماً، وهو ارتباط ازداد قوة في الآونة الأخيرة.
ولفت وزير خارجية البحرين إلى أن «الاتفاق الإبراهيمي يدفع المنطقة نحو الاستقرار والسلام»، مشيراً إلى ضرورة الاستمرار في المضي قدماً للتغلب على العقبات وتحقيق هذه الرؤية، مؤكداً الحاجة إلى الأصدقاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم لمواصلة دعمهم القوي لجهودنا لحماية وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وأكد الزياني أهمية الاستمرار في السعي لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي من شأنه أن يفتح قضايا أخرى بالمنطقة، وضرورة الدعم السياسي والاقتصادي والتجاري والدبلوماسي للمفهوم الأوسع لمنطقة آمنة ومترابطة تنعم بالسلام والازدهار. وأشار الوزير إلى حاجة المنطقة إلى «رادع أمني مرن، يكمله الردع الإلكتروني والاقتصادي والدبلوماسية النشطة». وأكد أنه «لا يمكن التعامل مع أمن الشرق الأوسط خارج سياق الأمن العالمي».
استقرار المنطقة مهم للعالم
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في كلمته أمام المؤتمر أن «استقرار منطقة الشرق الأوسط مهم للعالم ككل»، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وأعرب الصفدي في كلمته، عن أمل بلاده في أن تخدم اتفاقات السلام الموقعة مع إسرائيل القضية الفلسطينية.
وطالب الوزير الأردني بدور لبلاده خلال المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن التوترات في الخليج لها علاقة وثيقة بإيران.
وفي الشأن العراقي دعا الصفدي إلى مساعدة العراق في خطته لإعادة البناء والاستقرار للبلاد، مشدداً على أنه من الضروري التأكد أن العراق لن يصبح ساحة للاقتتال مرة أخرى.
ويواجه الشرق الأوسط تحديات أمنية في ظل التوترات بسبب سياسات إيران بالمنطقة، والمحاولات التوسعية التركية.
وتعتبر قمة المنامة التي انطلقت أمس الأول، الأولى من نوعها بالشرق الأوسط، وتجمع رؤساء وزراء، ووزراء دفاع ووزراء خارجية ومستشاري الأمن القومي ورؤساء جيوش ومخابرات، إضافة إلى نخبة من الخبراء، أصحاب الرأي، ومجتمع الأعمال.
وتناقش القمة على مدار 3 أيام، قضايا تتعلق بالسياسة الأمنية والخارجية، بالإضافة إلى التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط. ويشجع الحوار على المناقشات العابرة للحدود حول الموضوعات الأكثر صلة بالتحديات الأمنية الإقليمية والعالمية. (وكالات)