الروايات كنز الحكام،

305

الدكتور صالح الورداني ———————– جاءت الروايات لتمجد الحاكم وتوجب على المسلمين طاعته.. واستغل الحكام بدعم الفقهاء هذه الروايات في استعباد المسلمين وإذلالهم.. وبإسمها فعلوا بهم الأفاعيل.. ومن نماذج هذه الروايات : «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ» ، ” لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ “ والنفس بالنفس حكم من أحكام القرآن.. أما قتل المتزوج الزاني والمعارض فمن صنع الروايات.. وكيف يربط بين المعارضة والمروق من الدين؟ واستغل الحكام بدعم الفقهاء أيضاً قوله تعالى في سورة النساء : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ. فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء: 59] ولا يعقل أن يربط الله طاعة الحاكم بطاعته وطاعة رسوله.. والحكام يظلمون ويفسدون ويطغون ولا يردون شيئاً من قراراتهم ومواقفهم لشرع الله.. ولوكان الأمر كذك لاستقام حال المسلمين وكنا في مقدمة الأمم.. والله سبحانه عالم بأحوالهم ،فكيف يربط طاعتهم بطاعته؟ لابد إذن أن تكون هناك جهة أخرى أوجب الله علينا طاعتها غير الحكام.. وهذه الجهة ليس من الضرورة أن تكون حاكمة.. ومن الممكن أن تكون مرشدة موجهة بهدف ضبط حركة التلقي للدين من بعد الرسول(ص) الخاتم.. لكنها لايمكن أن تكون بحال حكومة الأمويين أو العباسيين أو الأيوبيين أو المماليك أو الأتراك.. أو الحكومات المعاصرة.. أوحكومة آل سعود التي يطبل ويزمر لها فقهاء النفط وغيرهم من المأجورين.. وهى حكومة لم تأت بإختيار المسلمين ورضاهم وإنما جاءت بقوة السيف.. واستغلت الحرمين وأرض الرسول. وابتدعت من الروايات العديد من القوانين التي أراقت بها دماء العباد.. وعلى رأسهم المعارضين لحكومتهم بداية من ناصر السعيد وحتى الشيخ النمر.. لكن الروايات لم تخلد الحكام.. وسوف يكون مصير آل سعود كمصير آل أمية وآل العباس وآل أيوب وآل عثمان.. وحكام العصر عندما تخلى عنهم أسيادهم وداعميهم.. إن المشركين الذين يدعمون آل سعود سوف يتخلون عنهم حتماً.. وغداً لناظرة قريب..المصدر