جواد كاظم الخالصي
كثيرة هي المطالبات بوجود معارضة حقيقية في العراق تحت عنوان حكومة الظل لتقويم العملية السياسية ولكن للاسف يبدو ان الفاعلين السياسيين ما زالوا في محطة التوافقات السياسية والمحاصصة التي قد تكون نتائجها تؤدي الى انهيار النظام الديمقراطي لنصل في نهاية المطاف الى عودة النظام الشمولي وسياقات الفردية الحزبية الواحدة وسبب هذا الفشل تتحمله جميع القوى السياسية ورؤساؤها لان حب الأنا والاستحواذ على المناصب هو سيد الموقف على الساحة، وبسبب الصراعات ومحاولات الاستحواذ المحاصصي كانت التوافقات على حكومة عبد المهدي والتي انهارت خلال عام او اكثر بقليل ثم تلتها ترشيحات في دائرة نقاش الحصص للاحزاب حتى رست عملية الاختيار على الكاظمي وهو خروج على سياق النظم الانتخابية كمرشح للكتلة الاكبر وهذا هو الذي سيدفع باتجاه العبث بالنظام الديمقراطي الذي اقره الدستور العراقي حيث الاختيار من الكتلة الاكبر برلمانيًا في حال لم نلتزم بالمعايير والثوابت الذي تم بناء نظامنا السياسي عليه فيقع العبث .
في اروقة الاحزاب السياسية العراقية التي شكلت الجو والفضاء السياسي العراقي طيلة سبعة عشر عام مضت من جهة والتيار الجماهيري الشعبي الثائر عليها منذ شهر تشرين الاول من العام الماضي والى الان من جهة اخرى سيولد نظاما سياسيا جديدا ولكن هذا النظام حتى وان كان يعمل من اجل العراق ولصالح الشعب العراقي لكنه سيكون مخبوءاً بقنابل موقوتة وتوتر سياسي غير مسبوق لان الاحزاب الموجودة في الحكم حاليا لا تريد إعطاء زمام الامور بيد الشباب وتسليم لحاهم بيدهم ولا الجيل الشبابي يسمح او ليس لديه الرغبة ببقاء تلك الاحزاب وانما يريد الشباب المنتفض ان تغيب كل الشخصيات المخضرمة للفترة الماضية ويبدأ نسيج سياسي جديد في العراق باكورة عمله تبدأ عند انتهاء الانتخابات المبكرة القادمة والمؤمل اجراءها في شهر حزيران من العام القادم واذا امعنا النظر سياسيا سنجد ان الخطورة تكمن هنا في هذا الدافع الذي يؤدي الى إلغاء الاحزاب وتحديدا الاسلامية منها وهو ما صرح به علنا الشباب المنتفض في ساحات التظاهر أو ما نشاهده اليوم من تهديم بالبلدوزرات لمقرات بعضهم وهو ما سيولد حالة احتقان واسعة لا يمكن التنبؤ بها في مناطق الفرات الاوسط والجنوب العراقي ،، ما يعني ذلك ان التمسك بالمعارضة الحقيقية سياسيا في العراق لا زالت بعيدة المنال لان كل ما يحصل على الساحة العراقية هو محاصصة وإقصاء وتوافقات لأطراف ضد أطراف اخرى متهمة بأنها تقع في أغلبها تحت عباءة الولاء لما هو خارج الحدود وذلك يعني لنا بأننا لا نستطيع ان نرى حكومة الظل المعارضة تحت قبة البرلمان العراقي التي تستطيع تقويم العمل ..
وهذا يقودنا الى حقيقة الصراع بين المتخاصمين التي يقع ضحيتها الشعب العراقي شئنا أم أبَيْنا ويبقى كل فرد من ابناء العراق يعيش حالة الضياع المستمر في اجواء التوتر والصراعات الفردية والشخصنة والحزبية والاجندات الخارجية الفاعلة على ارض العراق.