الانتخابات المقبلة.. الاجراء والتأجيل

183

أ.د جاسم يونس الحريري
يشهد المشهد السياسي العراقي تفاعلات دراماتيكية في الحراك السياسي ابتدأ بسلسلة الانسحابات من الماراثون الانتخابي، مع اعلان التيار الصدري ذي الاغلبية الجماهيرية الكبرى في الساحة العراقية الانسحاب من الانتخابات، واعتزال العمل السياسي في الحكومة الحالية، والحكومة اللاحقة، وتبعه انسحاب الحزب الشيوعي العراقي، ثم التحق صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني بالمنسحبين، وزعيم تحالف المنبر العراقي أياد علاوي، وبالرغم من تلك الانسحابات كما أكدت مفوضية الانتخابات لم تقترن بوصول (طلبات تحريرية) للانسحاب من الانتخابات، وعليه فإن المفوضية ماضية في اجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 10/10/2021، ويرجح أغلب المراقبين أن تلك الانسحابات ستؤثر في نسب المقترعين في الانتخابات المقبلة، إلا أن الرئيس العراقي برهم صالح أكد في 31/ 7/ 2021 بإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في موعدها، وخلال اللقاء مع السيد الكاظمي تعهدا بتوفير مستلزمات اجراء الانتخابات بمعايير النزاهة، والعدالة، في مختلف مراحلها بما يحقق الارادة الحقيقية للناخبين في اختيار ممثليهم بعيدا عن التزوير والتلاعب، ومن هنا نجد أن هذه المعطيات تتبدى من خلال جملة من التصورات أهمها:
1- تحاول بعض القوى الخارجية المعادية للعملية السياسية في العراق تحريك الملف الامني العراقي، ومحاولة ايجاد نوع من البلبلة، وتراجعه لخلق ذريعة للايحاء للجمهور العراقي بأن الانتخابات والوصول اليها صعب في الفترة الحالية، لكن يبدو أن هناك اجماعا شعبيا للذين يؤمنون بالانتخابات في حالة نزاهتها وعدالتها بعدم مقاطعتها، لأنها الوسيلة الوحيدة لتغيير الوجوه القديمة، واختيار الكفاءات، والعناصر المؤهلة لخدمة الشعب والتخفيف من معاناته.
2- يمكن أن تحدث حراكات سياسية مماثلة للانسحابات، أو احتمالية ازدياد التوتر في المشهد السياسي، الا أن الصورة عموما مع اجراء الانتخابات وليس تأجيلها في الوقت الحاضر.

المصدر