الاستحواذ

228

الاستحواذ، الدكتور صالح الورداني
———
لماذا تنتفض الناس باكية متظاهرة لموت حاكم طاغية كان من الجبارين والمفسدين..؟
ولماذا تنتفض لموت مطرب أو لاعب كرة..؟
ولماذا تتأثر بكلمات يرددها مطرب أو مطربة ولا تتأثر بكلمات الله..؟
ولماذا تصبرعلى سماع ومشاهدة صور اللهو واللعب ولا تصبر على سماع الموعظة..؟
ولماذا تغرق في تقليد الغرب الصليبي وتهمل قيمها وتراثها..؟
والجواب نجده من خلال قوله تعالى : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ألا إن حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ.. المجادلة /19
والاستحواذ هنا يعني الغلبة والسيطرة على العقول..
وهو يتحقق نتيجة الاستسلام للشيطان..
والاستسلام نتيجة طبيعية لفقد الارادة التي تخرج المرء من دائرة العباد المخلصين..
فلا سلطان للشيطان على العباد المخلصين..
وهو ما يتضح لنا من خلال ما قال الله وقال إبليس كما جاء في القرآن..
قال رب بما أغويتني لازينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين..
قال تعالى : إِنَّ عِبَادِى لَيْس لَك عَلَيهِمْ سلْطنٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَك مِنَ الْغَاوِينَ..
لكن الشيطان كائن غير مرئي فكيف يستحوذ على البشر..؟
والجواب أن الشيطان له أدواته من بني البشر..
ومن أدواته الحكومات والمال والكهان والإعلام والكتاب والسياسيين واللهو واللعب..
ونتيجة الاستحواذ هى نسيان ذكر الله..
وذكر الله هو نهجه وصراطه المستقيم..
والانحراف عن نهج الله وصراطه يعني السقوط..
ويعني الانتماء لحزب الشيطان..
والخسارة هنا هى في الدنيا والآخرة..
والكفار عادة لا يخسرون الدنيا بل يعلون ويتمتعون فيها..
وخسارتهم هى في الآخرة..
أما الذين استحوذ عليهم الشيطان من المسلمين فهم يعيشون التخلف والمذلة والاستضعاف في الحياة الدنيا..
وقد لا يجدون لهم مكانا في الآخرة..

المصدر