بقلم مهدي قاسم
حسب المفهوم العام والخاص لنظرية أوعلم السياسة و خاصة في النظم الديموقراطية والتعددية ، أنها تقوم أصلا على مصالح ومنافع متبادلة بين الطرفين المكوّنين ــ عادة ــ من حزب سياسي و قاعدته الجماهيرية والتصويتية ، وكلما قدم هذا الحزب أو ذاك ــ وهو في السلطة ــ إنجازات جيدة وملموسة مثمرة في مجالات التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ، ولا سيما على مستوى المعيشة الجيدة و الممتازة والخدمات النوعية والصحة الراقية والتعليم المتطور فضلا عن خلق فرص العمل للعاطلين عن العمل ، تزداد شعبيته و قاعدته الجماهيرية ، تثمينا له وعرفانا على هذه الخدمات ، بل كمكافأة له تًُعاد عملية انتخابه أو فوزه ليشكّل حكومة جديدة للمرة الثانية أوالثالثة ، مثلما في حالة حزب مستشارة ألمانيا أنجيلا مركل ــ على سبيل المثالل وليس الحصر ــ و من هنا فليس من ثمة استغراب لو زادت شعبية مركل أو حزبها الديمقراطي المسيحي سنة بعدآخرى ، إذ بفضل سياستها الاقتصادية البارعة أصبح الاقتصاد الالماني من أقوى اقتصاديات العالم الغربي لينعكس ذلك إيجابيا على على حياة المواطن الالماني على مستوى الرفاه الملحوط والنسبي ..
على الأقل في السنوات القريبة الماضية ..
طيب !..
ماذا قدمت الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية من خدمات جيدة و تنمية اقتصادية مزدهرة وتحسين الحياة المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها لجماهيرها الغفيرة الحاشدة غير مظاهر الفقر المدقع والحرمان وسوء المعيشة والنبش في الزبالة ، فضلا عن ظاهرة السرقة واللصوصية التي باتت مشهورة في كل أنحاء العالم بحيث يضرب بها المثل والتهكم أيضا عن لصوص المنطقة الخضراء ، بين بعض سياسيي وزعماء العالم و صحفهم ووسائل إعلامهم ..؟
لنسأل مجددا ماذا قدمت هذه الأحزاب للشارع العراقي لتكون عندها قاعدة جماهير التي يتدشقون بها تبجحا وافتخارا ؟!! ..
فأليس هذا دليل قاطع على خلل و عطب فادحين في وعي هذه القاعدة الجماهيرية أم تلك وهي خاضعة وتابعة لهذه الأحزاب الفاسدة والفاشلة ؟..
و إلا بماذا نفسر أناسا يصوتون لعصابات لصوص وعملاء على الملأ منذ 17 عاما ، و الذين يسرقون ثرواتهم من المال العام و يكرّسون ــ من خلال ذلك ــ فقرهم الشديد ومعاناتهم الفظيعة ، و يقدمون لهم أسوأ الخدمات و أرداها على الإطلاق بتواز مع تصاعد نسبة البطالة المتفاقمة و التدهور الأمني المتواصل ؟..
الحق أن ظاهرة من هذا القبيل ، و حسب التفكير المنطقي ، تستدعي شعورا بالعار وليس التبجح افتخر بوجود هكذا ” قاعدة جماهيرية ” بائسة فعلا ..
علما أن مقتدى الصدر نفسه والذي يُعد حاليا صاحب قاعدة جماهيرية كبيرة ــ نسبيا ــ قد وصف جماهيره هو بالذات بأنهم :
ــ جهلة ، جهلة ، جهلة !..