سعد جاسم الكعبي
منذ عقود طويلة نعاني كعراقيين من عبادة القادة وتبجيلهم وايصالهم الى درجة التقديس.
هذا الحال منذ ايام الحكم الشمولي وحتى في زمن فوضى الديمقراطية التي نعيشها..
يقول فيلسوف عربي
“إن تعظيم فرد من أفراد الأمة وحصر الحقيقة فيما يقول أو يكتب من أسباب تخلف الأمة وواحد من الطرق المؤدية إلى السقوط وربما التسقيط، لأن أصالة النقص البشري أرسخ من احتكار المعرفة المطلقة التي تنتج عن تقديس الأشخاص مهما كانت مستوياتهم العلمية والفكرية
الايام الماضية كنت ارصد خطابات بعض الساسة ممن تسلموا مناصبا عليا بالدولة ، وكيف مازالوا الى اليوم يعيشون بذات الاجواء ،ويوهمون انفسهم بانهم يتمتعون بهيبة الكرسي وسلطة القرار ،التي تمنحهم الشخصية والقوة والاقناع الاجباري للاخرين واولهم لمحيط بهم من حواشيهم..
احدهم اطلق تصريحات نارية ضد مشروع استثماري تريد الحكومة اطلاقه مع دولة مجاورة وراح يحذر منه بحجة انه سيؤدي لتخسفات بسبب استهلاك المياه الجوفية،ظنا منه اننا من الجهل حتى نصدق اكاذيبه التي كنا نؤمن بها.
والاخر اطلق ذبابه الالكتروني بزعم انه صاحب منجز عملاق في الاتفاقية الصينية وانه لو استمر لحول البلاد الى جنة ،محاولا تناسي الفوضى والدماء التي سفكت وتعطل البلاد والعباد، طيلة عام كامل من ايام حكمه المليئ بالازمات،والذي انتهى بخزينة خاوية والاف المعاقين والشهداء..
اما رئيس البرلمان الاسبق وفضيحة هدر 6مليارات دينار على ملابسه ومنحه وهداياه،فقد تجاهلها واستمر (بتسفيط) الشعارات والتصريحات الوطنية ،لانه القائد وهو العبقري الذي لايشق له غبار،ولاتهمه الستة مليارات التي هدرها لانها في اطار عمله البرلماني !!.
تصور ان هؤلاء مازالوا يعيشون في عوالم ذاكراتهم المليئة بالمنجزات الخيالية التي لايدركها سواهم وحاشاياتهم الانتهازية.
ولك ان تعي حجم وكمية السباب والشتم ،ان تجرات وانتقدت سماحة الزعيم او الحجي او السيد او الاستاذ في اي مجال حتى وان كان فاسدا او يساند لصوص وشلة من الافاقين ممن يعملون بمعيته.
مانعاني منه حقيقة ان هذا الامر لم يعد محصورا بالساسة،بل صار يشمل فلان الناشط ابو التكتك وعلانة الناشطة التي احاطت بها القداسة وصارت تخر من اذيالها .