“إيه أر إم” تواصل ضرباتها لـ”إنتل” في محاولة لنزولها عن القمة بعد سنوات من الصدارة

1٬009

لسنوات طويلة، ارتبط اسم المعالجات الحاسوبية بشركة إنتل لدرجة أن غالبية الناس تقيس قوة أجهزة الحاسوب المكتبة والمحمولة بوجود معالج إنتل خاصة فئة “Core”، رغم وجود معالجات أخرى لا سيما من شركة AMD والتي أحيانًا نراها تتفوق على معالجات إنتل من نفس المستوى، لكن هذه النظرة يبدو وأنها في طريقها للتغير خلال السنوات القادمة وليس بسبب AMD فحسب، بل بوجود شركة ARM التي تتيح للشركات تصنيع معالجاتها بناءً على المعماريات التي تطورها.

تعتبر ARM والتي كانت تعرف باسم Advanced RISC Machine في السابق وتأسست في كامبريدج البريطانية عام 1990، من أهم الشركات في مجال تصميم وتطوير المعالجات في العالم، لكنها عانت لسنوات طويلة من تقدم إنتل وقلة تبني الشركات المصنعة لمعالجاتها لأجهزة الحاسوب، بالرغم من تبني شركات الهواتف لها؛ وأهمها كوالكوم مع معالجات سنابدراغون، وسامسونج مع معالجات اكسينوس، وهواوي مع معالجات كيرين.
وخلال السنوات السابقة، شهدت الشركة تطورًا في سوق تصنيع معالجات الحاسوب وتبنت بعض الشركات معالجات مبنية على معمارية ARM ووضعتها في أجهزة الحاسوب المحمولة التي تدعم نظام تشغيل كروم من جوجل، كما تسعى بعض الشركات لوضع معالجات سنابدراغون المرخصة من ARM في أجهزة الحاسوب المحمولة الداعمة لنظام ويندوز 10 وذات الإمكانيات الخفيفة.
ورغم ذلك، فإن التطور الأكبر في تاريخ ARM كان باستحواذ صندوق رؤية سوفت بنك “SoftBank Vision Fund” عليها، وهو صندوق تمتلكه سوفت بنك اليابانية مناصفة مع صندوق الثروة السيادية السعودي. ومنذ ذلك الحين، بدأت الأخبار المبهجة تنهال على الشركة لما تقدمه من تصميم رقاقات معالجة مميزة للمصنعين.

ضربات متتالية من ARM تواجهها إنتل
كانت أهم الأخبار في الفترة الماضية لشركة ARM وربما الأهم في تاريخها؛ هو قرار آبل بالتخلي عن معالجات إنتل وتصنيع معالجات بنفسها لأول مرة في التاريخ، وذلك باستخدام تصميم ومعمارية الشركة في تطوير معالجات Apple Silicon والتي قالت آبل أنها ستوفر أداءً أفضل لحواسيب ماك مقارنة مع المعالجات السابقة. ما ساهم في ارتفاع قيمة ARM وتسليط الضوء أكثر على ما يمكنها تقديمه.
الأخبار المفرحة لم تتوقف مع إعلان آبل، بل استمرت مع إعلان Top500 عن قائمة أقوى الحواسيب الخارقة “Supercomputer” في العالم، والتي شهدت لأول مرة تواجد أنظمة ومعالجات مبنية على معمارية ARM في القمة.
فقد استطاع حاسوب Fugaku الخارق الذي طورته فوجيتسو ويتواجد في مركز RIKEN لعلوم الحاسوب في اليابان احتلال صدارة أقوى الأجهزة في العالم، حيث يحتوي الحاسوب على نظام 158,976 رقاقة معالجة كل منها تحمل نظام A64FX و48 نواة، لتعطي أداءً بحوالي 415.5 بيتافلوب مع إمكانية وصولها لنحو 1 ايكسافلوب، بالرغم من عدم وجود أي معالجات رسومات بجانب رقاقات المعالجة المركزية.
قامت فوجيتسو بتطوير الحاسوب الخارق بترخيص من ARM وبتكلفة وصلت 1 مليار دولار، واستغرقت نحو 6 سنوات في بناءه، لكنها حصلت على الصدارة وأخذتها لليابان من الولايات المتحدة والصين اللتان تصدرتا تصنيع أقوى الحواسيب الخارقة خلال السنوات الماضية.
الأداء الذي يقدمه حاسوب Fugaku يتفوق بشكل واضح على حاسوب Summit المتواجد في تينيسي الأمريكية ولذي طورته IBM وكان يحتل الصدارة بقوة 148.8 بيتافلوب. ما يعني أن الحاسوب الياباني من فوجيتسو أقوى 2.8 مرة من حاسوب IBM.
والخبر السعيد لشركة ARM أنها تمكنت من تحقيق الصدارة رغم وجود 4 حواسيب خارقة من تصميمها في قائمة Top500. بينما تواجد نحو 340 حاسوبًا خارقًا في القائمة بدعم رقاقات معالجات إنتل و AMD.

هل تستمر ARM بتوجيه المزيد من الضربات؟
تواجه تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة بسوق المعالجات
تواجه إنتل تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة في سوق المعالجات من AMD، لكنها الآن باتت تواجه خطرًا أكبر مع تطور تصميمات ARM وتبنى شركات كبرى مثل آبل تصميماتها لتصنيع المعالجات الخاصة بها. وهو الأمر الذي سيضيق الخناق على AMD كذلك في الفترة القادمة.
وبينما تعمل كوالكوم على معالجات أفضل بتصميم ARM لأجهزة الحواسيب المحمولة، فإن الأمور تسير في صالح الشركة للصعود نحو القمة تدريجيًا. وربما تسرع وتيرة الوصول للقمة في حال تبني شركات مثل سامسونج وهواوي تصنيع معالجات خاصة مبنية على تصميمات ARM مثلما فعلت مع معالجات الهواتف الذكية الخاصة بها.

فهل تكون هذه النقلة إن حدثت بمثابة الضربة القاضية التي تتلقاها إنتل من منافس جاء من بعيد ليأخذ كل الأضواء؟
وبينما تترنح إنتل أو تصمد بثبات في القمة بعد ضربات المنافسين، فإن الشيء الأكثر أهمية لنا كمستخدمين وجود أفضل التقنيات بأسعار مناسبة مهما كانت الشركة المصنعة.

وقد يهمك أيضا :

الأجهزه اللوحية تعزز قدرات الأطفال على حل الألغاز

"آبل" تدمج تطبيقات "آيفون" في "ماك" وتتخلى عن دعم معالجات "إنتل"

المصدر