إلى النّصف الآخر

484

علي عبد الله البسّامي / الجزائر

***
حوّاء قد أسرفتِ في الشّكوى سدًى فلتسمعي
هذا سبيلي في الورى
تركٌ لأوهامِ الثّرى
إن رُمْتِ عيشا هانئا فلتقنعي
ارضَيْ بما جاد الكريم لحكمةٍ … لا تطمعي
لا تزدري فضلا أُمِرتِ بشكره
إنّ المهالك والشقا
في ورطة الكفران يا بنت الهدى والمطمعِ
إنّي دعوتك للرياض وللجنان لتسعدي … فلترتعي
فلتذكري
ولتشكري
ولتعبدي
ولتركعي
لا تزرعي شوك الجحود عنيدةً
في مسلَكي
في مسكَني
في أضلُعي
هذا سبيلي خُطَّ بالفكر المنير ففكِّري
ان شقَّ مسلكُنا على بنت الهدى … فلترجعِ
هذا كتاب الله يا بنت الهداة إمامُنا
يدعو إلى نبذ التذمُّر والجفا
يدعو إلى كفِّ العيون عن التَّطلُّع للثرى
فلتوقني بالحقِّ في آي الهدى … ولتتبعي
الرِّزق قسَّمه الجليلُ فلا غنى
بالشُّرْهِ والحِرْص المُهين المُخنعِ
الرِّزق قدَّره الحكيم وينتهي
عند التَّردِّي في يقين المصرعِ
الرِّزقُ يا بنت الهداة عقيدةٌ
فلترفعي شكواك للرزَّاق إن رُمت الغنى … ولتضرعي
ولتساليه القصْرَ أو جاه الغنى والمصنعِ
ولتسأليه الأرض والمال الكثير لترتعي
لكن إذا رُمت السّعادة بالثرى …
دون القناعة والهدى … لا تطمعي
العيشُ دارُ الابتلاءْ
والرّزقُ محسومٌ لدى رب السماءْ
والصِّدق في الدين اعتقادٌ وانقيادْ
والضرُّ يَكشفُ في الورى ما ندَّعي
إنِّي خُلقت لغاية
وعقلتُها فعشقتُها
فتبخَّري يا فتنةً هَفَتِ الحلائلُ نحوها وتصَدَّعي
يا نفس صبرا في الدنا
ان الحلاوة في المرارة للهدى … فتجرَّعي
عمَّ العماءُ لغفلةٍ … فاسترجِعي

المصدر