إلى الكاظمي : إياك زيارة أربيل !

398

إلى الكاظمي : إياك زيارة أربيل !

بقلم مهدي قاسم

انتشر خبر هنا وهناك على صفحات التواصل الاجتماعي ــ دون التأكد من صحته ــ يفيد عن نية مصطفى الكاظمي بزيارة أربيل لحل ” الملفات العالقة ” بين بغداد و أربيل ..

و في حالة صحة الخبر و جدية النية فيجب على الكاظمي إعادة النظر في نيته هذه ، ولا يُعيد أخطاء كل من المالكي و عادل عبد المهدي من ناحية التعامل مع الإقليم و كأنه دولة مستقلة ، من خلال الركض إلى هناك لنيل مباركة مسعود البارزاني في قضية سياسية ما أو بهدف تقوية كرسي المنصب ، أنما يجب مواصلة سياسة حيدر العبادي السابقة على هذا الصعيد ، أي أن الإقليم لا زال جزءا من الدولة العراقية ، وبالتالي ينبغي على مسؤولي الإقليم زيارة بغداد لحل المشاكل العالقة ، فيما لو رغبوا في ذلك ..

بل أنا أدعو الكاظمي بدلا من ذلك إلى خطوة أجرأ من ذلك بكثير ، أي إلى خلق ظروف ومستلزمات وشروط انفصال الإقليم عن العراق ، إذ من الواضح أن غالبية سكان الإقليم لا يحبون العراق ولا يريدون العيش ضمن السيادة العراقية ، كما أنه ربما أن غالبية العراقيين من غير الكورد لا يشعرون بضرورة وجود الإقليم ضمن السيادة العراقية و لا يعدون انفصال الإقليم خسارة كبيرة و فادحة للعراق .

أما التعامل الحكومي الرسمي الاتحادي مع الإقليم على أنه لا جزء من العراق و لا هو إقليم مستقل ، فيجب أن لا يستمر هذا الوضع الهزيل إلى ما لانهاية ، ينبغي وضع حدا له ، أي إما أن يرجع الإقليم ليكون جزءا حقيقيا من العراق ، حاله في ذلك حال باقي المحافظات ـــ مع الاحتفاظ بامتيازات الإقليم كحكم ذاتي متقدم ـــ أو أن يكون إقليما مستقلا تماما عن العراق ..

و إلا ما معنى أن الحكومة الاتحادية قد وضعت يدها على كل المنافذ الحدودية الجمركية ما عدا منافذ الإقليم ( نورد هذا المثل من ناحية واحدة فقط بينما توجد هناك عشرات أمثال متشابهة ) لأن سلطات الإقليم لا ” تسمح ” بذلك !!.

أليس معنى ذلك أن الإقليم مستقل فعليا و مرتبط بالعراق شكليا فقط ؟..

المصدر