العراق تجاوره دولتان مسلمتان , ومن المفروض أن يكون بخير وأمان , فتتعاطف الدولتان مع أهله وتمنع عنهم الشرور والعدوان , لكن الدولتين تعملان وكأنهما ضد المسلمين والإسلام , فأقوالهما لا تتطابق مع أفعالهما.
الدولتان تهمهما مصالحهما ولا تعنيهما مصالح الشعب العراقي , فهما يتمتعان بأنانية مقرطة وتطلعات إمبراطورية فائقة , والدولتان تحسبان أن من حقهما إمتلاكه , ولربما سيحصل بينهما صراع على أرضه!!
الدولتان تقطعان المياه وتقيمان السدود على الأنهار التي تسقيه , خصوصا بعد أن صار بلا سيادة وقدرة على الحفاظ على أرضه ومياهه , وتحول إلى تابع للجيران وأعوانهم من القوى الأخرى الطامعة به.
دولتان مسلمتان ستقتلان شعبا مسلما عطشا , وتسعيان لحرمانه من حقوقه المائية , وتشريده وإنهاكه بأعباء توفير أبسط مقومات الحياة , فأين الرحمة والإسلام؟
وهل أن هذا السلوك يؤكد بعض معانيه؟
إنه يؤكد أن الدين لا مكان له في الكرسي , فالدول تخضع لقوانين الغاب , فالقوي يأكل الضعيف , ولن يردعه أي إعتبار سوى أن عليه أن يفوز بفريسته ويمزقها إربا إربا.
والعجيب في أمر البلاد أن فيها من أبنائها مَن هم مع هذا وذاك لتحقيق مصالحهم ولا ينظرون إلى معاناة الشعب وحقوق الوطن والمواطن.
البلاد أوجدت أبناءً يفعلون بها ما لا يستطيع أشرس أعدائها أن يفعله بها , وهم على أبناء شعبهم يتأسدون ويقتلونهم وينكلون بهم , لكي تتحقق مصالح الطامعين بالبلاد والعباد , وهذا السلوك أيضا ينطلق من مرتكزات دينية ومؤطر بفتاوى العمائم بأنواعها.
فإلى أين المسير في ظلمة الدرب الطويل؟!!
د-صادق السامرائي