أنهم لايريدون ازدهارا اقتصاديا للعراق : تلك هي الحقيقة الدامغة
بقلم مهدي قاسم
لا أظن إن مؤامرات دول الجوار إيران ، تركيا ، الكويت ، القطر ، والسعودية والإمارات و غيرها ، قد تقّل بشيء كثير عن تآمر دول أجنبية أخرى ضد العراق ، و ذلك من خلال السعي الدائم إلى جعل العراق حافلا ومكتظا بأزمات أمنية وسياسية واقتصادية متواصلة ، وما عملية التآمر و التكالب ضد مشروع تطوير ميناء الفاو الكبير ومحاولات مستمرة و جارية لإعاقته و افشاله النهائي إلا دليلا قاطعا على ما نقول ، لعلمهم الجيد بذلك الدور الاقتصادي الكبير ، و لا سيما الدور التجاري المهم الذي سيقوم به هذا الميناء في حالة إكمال مشروع تطويره وتوسيعه الكاملين ، فهذه الدول أوبالأحرى الأنظمة تريد أن يبقى العراق تابعا لهم ــ حسب أجندتها وتبعيتها المحلية ــ ليس سياسيا فقط ، إنما اقتصاديا أيضا ، ليكون سوقا حصريا لبضائعهم الشتى و لمنتجاتهم الزراعية الكثيرة و ضمان جريان تدفقها المتواصل إلى الأسواق العراقية ..
و إذا كان هذا يُعد ــ ضمن منطق و علم وفن السياسة ــ طموحا سياسيا ” مشروعا” لهذه الدول و الأنظمة ، لكونها تعمل لصالح شعوبها و مصلحتها القومية العليا ـــ وأن كانت تستغل الدين والمذاهب ستارا لها ــ فأن المؤلم بل والمثير للغضب والسخط و الإدانة القاطعة أن تجد هذه الأنظمة أدوات ” عراقية ” تابعة لها ، و بكل روحية تخادمية ذليلة وخبيثة في تنفيذ المخططات التآمرية والتخريبية ضد سيادة العراق وبالأخص ضد ازدهار اقتصاده ونموه ليس فقط حتى لا يكون على مستوى جيد من اكتفاء محلي ذاتي إنما بهدف عدم تسويق بضائعه ومنتجاته وتصديرها إلى أسواق خارجية لجلب العملة الصعبة بواسطة الاستثمار الفردي أو العام فضلا عن خلق فرص عمل والخ ..
وهو الأمر الذي يعني أنه من العبث الاكتفاء فقط بالتنديد بسياسة هذه الأنظمة التخريبية ضد اقتصاديات العراق وفضحها فحسب ، إنما ينبغي و بالضرورة مواجهة هذه الأدوات العميلة ، مواجهة فعلية بكل وسائل متاحة ، بغية تحييدها و تهميشها الكاملين ، بحيث تفقد تأثيرها المباشر على مجريات الأمور السياسية والأمنية والاقتصادية كأدوات عميلة ومنفذة لأجندة دول الجوار سواء بلصوصية علنية أو بإخلاص عقائدي ومهووس ..
فكم كان صبر العراقيين طويلا وطويلا ..
وكذلك معاناتهم الفظيعة والرهيبة ! ..
ومن يدري ؟ ..
ربما سيأتي يوم بحيث يستوجب الأمر مواجهة مباشرة بين وطنيين عراقيين أحرار و بين عملاء أنظمة دول الجوار ، وحسب ظني سوف تلتحق مئات آلاف من الوطنيين العراقيين لتلك المواجهة الوطنية الشريفة ، بعدما يستنفدون كل محاولاتهم وجهودهم المضنية لتطبيع الأوضاع السياسية و الأمنية ليعيشوا في بلد طبيعي أسوة ببلدان أخرى ..
بدون ذلك ستستمر عمليات تخريب اقتصاديات العراق ووضع عراقيل وعقبات مختلفة و شتى لتبقى هزيلة وضعيفة إلى ما لا نهاية لغرض إبقاء أسواق العراق مفتوحة إلى الأبد أمام تلك البضائع والمنتجات الزراعية الوافدة .