“أم الفوسفات” العراقي تحتضر بسبب إهمال الحكومات المتعاقبة
"أم مناجم الفوسفات" كما يسمونها محلياً أو ناحية عكاشات، الاسم الرسمي لمدينة تقع جنوب قضاء القائم أقصى غربي محافظة الانبار، على مقربة من الشريط الحدودي مع سوريا، يترك اسمها انطباعاً بأنها من أغنى المدن العراقية حيث تضم أحد أكبر مناجم الفوسفات في الشرق الأوسط، إلا أن واقع حالها مغاير تماماً لما قد يتصوره الخيال بسبب الإهمال الحكومي.
كما أن احتلال تنظيم داعش للمدينة وما أعقبه من العمليات العسكرية لتحريرها منذ عام 2016 وحتى مطلع العام 2017، تسبب بخروج أغلب معامل استخراج وإنتاج الفوسفات النقي والخام من المناجم، عن الخدمة، إذ تمت سرقة مكائن ومعدات الاستخراج وخطوط التنقية والتفتيت وغيرها إلى جانب تلك التي دمرت، هذه المعامل التي كانت مصدر عيش لأكثر من أربعة آلاف عائلة.
تأسست عكاشات عام 1976، كوحدة إدارية جديدة وتم بناء مجمعات سكنية للموظفين والعاملين في قطاع صناعة الفوسفات، بالإضافة إلى إنشاء خط سكك حديد لنقل الإنتاج من معامل الفوسفات إلى بغداد ومنها إلى البصرة للتصدير، لكن منذ فرض الحصار الاقتصادي على العراق عام 1991، توقف تصدير العراق للمنتج ما جعله مقتصراً على الصناعات الداخلية فقط وأغلبه للقطاع الزراعي.
وتطالب شريحة العمال والعاطلين عن العمل في الانبار، بضرورة الالتفات إلى هذا الصرح الصناعي الكبير وباقي المصانع، من أجل إيجاد فرص عمل لهم، تمكنهم من إعانة عوائلهم.
خير الله صلاح، وهو من سكان البلدة وكان واحدا من عمال مناجم الفوسفات يقول لوكالة شفق نيوز، إن "معامل الفوسفات متوقفة منذ سنوات بعد ان كانت مصدر رزق لآلاف العوائل التي تعاني الآن من حالة اقتصادية سيئة للغاية".
وأضاف "إذا لم تتمكن الحكومة من إعادة تشغيل هذه المعامل، فلتدعوا الشركات الاستثمارية لإعادة تشغيلها".
من جانبه يناشد نبراس أحمد، حكومة الكاظمي بأن لا تكرر ما سار عليه العبادي وعبد المهدي من وعود بلا تنفيذ.
وقال لشفق نيوز "الآن الكل يتحدث عن تعظيم موارد الدولة وهذا الفوسفات كان رافدا مهما للعراق الى جانب النفط، فلماذا لا يعيدون الحياة له، وذلك لا يكلف كثيرا ولا يحتاج لوقت طويل".
وفي هذا الشأن، قال محافظ الانبار علي فرحان الدليمي، في لقاء تلفزيوني تابعته وكالة شفق نيوز، "كانت الدولة تصدر الفوسفات من مدينة الفوسفات في الأنبار إلى خارج العراق، وبعد استلام الكاظمي لرئاسة الحكومة حاولنا أيضا أن تكون هناك فرصة استثمارية لهذه المدينة".
وأكد الدليمي "تمت إحالة معامل الفوسفات إلى أحد المستثمرين، ومن المؤمل أن تصادق وزارة الصناعة على الإحالة لتتم المباشرة بتأهيل المعامل".
فيما أشار رئيس هيئة استثمار الأنبار مهدي النومان، في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "هذه المشاريع تستخدم المواد الأولية والخامات الموجودة في مناطق محافظة الأنبار لإنتاج الفوسفات، لكننا فوجئنا بكتاب من رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، ينص على إيقاف الاستثمار المعدني في الانبار، وفي العراق بصورة عامة".
وأوضح أن "الاستثمار المعدني منصوص عليه بقانون، ونحن كحقوقيين نعلم أن القانون يجب أن يعطل بقانون أو بتشريع برلماني صريح".
وأشار النومان إلى أن "إيقاف الاستثمار المعدني في بلد هو بحاجة إلى العملة الأجنبية وتشغيل الأيدي العاملة وبحاجة إلى دعم القطاع الصناعي كما هو توجه الحكومة الحالية، فهذا قرار خاطئ وغير مدروس".
وقد يهمك أيضا
الكاظمي يوجه مجددًا القوات العراقية بضبط الحدود مع سورية
الكاظمي يقر بوضع العراق "المعقد" ويدعو لفتح صفحة جديدة