أكبر مقابر اليهود فـي بغداد استقبلت آخر جثمان قبل 50 يومًا

451

بغداد/ حسين حاتم

خلف اسوار عالية وسط منطقة تشهد كثافة سكانية عالية تقع أكبر مقبرة للطائفة اليهودية في العراق.

المقبرة تضم حوالي 4 آلاف قبر يهودي. ويقول الحارس والمسؤول على المقبرة زياد البياتي والمكنى (ابو عمر) يقول لـ(المدى): “شيدت هذه المقبرة في سنة 1963 بعد ان كانت المقبرة في منطقة النهضة بشارع الهادي ونقلت الى هنا عندما ارادوا توسيع الشارع”، مؤكدًا أن المقبرة اليهودية هي الأكبر في العراق. المقبرة تابعة لليهود العراقيين الذين اغلبهم من الطائفة الموسوية، وعند وقوع أحداث تهجير اليهود بين سنة 1947 و1953، غادر الكثير من اليهود العراقيين بينما بقي جزء قليل منهم.

وفي 1948 كان عدد اليهود الموجودين في العراق يبلغ 150 ألف شخص، وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، فأن 96 بالمئة منهم قد رحلوا، وهاجر من تبقى منهم بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003. ويضيف البياتي لـ(المدى) “كانت ارض المقبرة وما حولها مملوكة لليهودي مياح دانيال والذي يملك سوق دانيال للأقمشة في شارع النهر الموجود حاليا ببغداد وقد كان مطلوبا لضريبة للدولة فقام بالتبرع بالأرض جميعها وقام بعمل سياج لمساحة من الارض خصصت مقبرة لليهود”.

ويشير ابو عمر الى انه “دفن في المقبرة وزير المالية العراقي ساسون حسقيل وكذلك دفن السيد بليبل وهو سيد يهودي من نسل النبي موسى”.

كانت النساء تأتي من المناطق المجاورة، لزيارة قبر السيد بليبل، وتوضع عليه بعض الخرق الخضراء، وتصبغ جوانبه بالحناء، وتوقد عنده بعض الشموع، طلبًا للمراد، وتبركًا بكرامته.

ويقول حارس المقبرة ان “اكثر زائرات السيد بليبل من النساء اللاتي لا ينجبن الاطفال يضعن نذورهن ويتبركن بزيارة القبر”.

ومن الشخصيات التي دفنت في المقبرة هناك خمسة اشخاص أعدمهم النظام العراقي السابق في ساحة الطيران ببغداد سنة 1969 بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، وقد دفنوا متقاربين ومعزولين عن القبور الاخرى وهناك قبر للطيار اليهودي ساسون الذي شارك في حرب 1948 ضد اسرائيل. بحسب الحارس. ويقول البياتي إن “آخر شخص دفن في هذه المقبرة هو رجل يهودي بتاريخ 13/9/2020 وقبله دفن رئيس الطائفة ناجي كبرائيل في سنة 2012 وقبلها دفنت مديرة مستشفى الواسطي فيوليت شاؤول في سنة 2008”. ابو عمر مسؤول عن مقبرة اليهود منذ سنة 1980، حيث كان يسكن في منطقة باب الشيخ والتي اغلبها من الطائفة اليهودية.. حينها عرضت عليه عائلة يهودية مقترح ان يكون حارسا في هذه المقبرة. يقول البياتي إن “مراسيم الدفن والتكفين كالمراسيم التي يقوم بها المسلمون والذي يختلف بيننا وبينهم اننا نوجه الميت على القبلة بينما هم يوجهونه على القدس”، مشيرا الى انهم “لا يدفنون موتاهم في يوم السبت باعتباره يوما مقدسا بالنسبة لهم وكذلك لا يدفنون بعد غروب الشمس تجنبا منهم للحذر والخوف بحسب طقوسهم ويبنى القبر بعد سبعة ايام من دفن الميت”.

ويضيف ابو عمر “يأتي البعض من اقارب الموتى من الذين بقوا في العراق لزيارتهم في مناسباتهم كعيد الصيام وغيرها من المناسبات ويقومون بالصلاة عليهم واجراء طقوسهم ويرحلون”.

ويلفت البياتي الى أن “الناس هنا يحترمون هذا المكان خاصة وأنه يضم آلاف الأموات، والإسلام يحترم كرامة الإنسان في حياته ومماته، وليس لديهم اي مشكلة مع وجود مقبرة لليهود في وسطهم واكثر الاهالي سكنوا بعد تشييد المقبرة”.

المصدر