أكد الأكاديمي الكوردي والقيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، كاوا عزيزي، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة الأمريكية جادة بـ «قص أظافر إيران» في سوريا والعراق، وخاصة حزب العمال الكوردستاني PKK.
لا مشروع أمريكي خاص بالكورد في سوريا
وقال عزيزي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بأربيل، : «لا يوجد مشروع خاص لأمريكا بغربي كوردستان (شمال سوريا)، لكن لوشنطن مشروع الشرق الأوسط الكبير، حيث سوريا وكوردستان سوريا جزء منه».
وأضاف «لهذا ستحدث تغييرات سياسية وجغرافية في المنطقة حسب مصالح الدول العظمى كالعادة، وبالتالي ستصيب هذه التغييرات سوريا أيضاً ومنها تغيير النظام السياسي واللامركزية وحقوق المكونات وغيرها».
ولفت عزيزي إلى أن «الأمريكان لم يطرحوا أي مشروع لحل القضية الكوردية في سوريا، لكنهم يؤكدون بأن الدستور السوري الجديد سيتضمن حقوق جميع المكونات، ومنها المكون الكوردي»، مشيراً إلى أن «صيغة وشكل الحل في سوريا مازال في الملفات السرية في غرف مظلمة للدول العظمى».
وأردف القيادي الكوردي بالقول، إن «الهدف من رعاية الحوارات الكوردية – الكوردية من قبل أمريكا في سوريا دليل هام على أن واشنطن أصبحت تهتم بالقضية الكوردية بشكل عام وبالقضية الكوردية في سوريا بشكل خاص»، مبيناً أنه «لولا وجود مصلحة استراتيجية أمريكية مع الكورد لما أشرفت لحظة بلحظة على الحوار، ومتمسكة بإنجاحه وإنهائه وتشكيل مرجعية كوردية سورية موحدة».
كاوا عزيزي
قص أظافر إيران .. خاصة PKK
وأكد عزيزي، أن «أمريكا جادة بقص أظافر إيران وحلفائها في سوريا والعراق وإرجاع إيران إلى داخل حدودها ضعيفة ومهزوزة»، لافتا إلى أن «PKK يشكل أحد مخالب إيران وجزء من سياسة الهلال الشيعي الإيراني للأسف، وبالتالي سينال ما يستحق كمتحالف مع إيران».
وأوضح أن «بداية الغيث اتفاق شنگال (سنجار) بين حكومة إقليم كوردستان والعراق برعاية الأمم المتحدة ودعم أمريكا وفرنسا، حيث تنص في الفقرة (ت) من المحور الأمني على إخراج مسلحي PKK من شنگال ومحيطها، وكذلك عدم إعطاء أي دور للمنظمات التابعة لـ PKK في المنطقة».
دور روسيا
وبشأن دور روسيا في سوريا، قال عزيزي: «إن موسكو متورطة في الأوحال السورية وهي خاسرة في حربها كون النظام السوري مفلس، وجل مقصد روسيا بالانغماس في الصراع السوري هو إيجاد موطئ قدم في المياه الدافئة، وقد اتخذت روسيا النظام كحليف»، مبينا أن «النظام يمثل أقلية طائفية، وبالتالي وصل العداء بين العلويين والسنة في سوريا إلى مرحلة عدم قبول الآخر بأي شكل كان».
وزاد قائلاً: «في أي انتخاب ديمقراطي سيخسر النظام كممثل للعلويين، ما يعني تعرضهم للإبادة، وبعده طرد روسيا من سوريا، لهذا فإن روسيا مستعدة لكل شيء لحماية مصالحها في سوريا، وإذا لم تحمِ الساحل حيث القواعد العسكرية الروسية، والأكثرية العلوية فيه، فإن الاثنين سيخسران، ولكي لا تخسر لا بد من إعطاء وضع لسوريا يحمي المكونات، ومنهم العلويين، وأقله ستكون الفيدرالية الموسعة».
وختم الأكاديمي والقيادي الكوردي حديثه قائلاً: «نحن الكورد يجب أن نراعي مصالح البلدين (أمريكا وروسيا)، وأن لا نبني سياستنا بالاعتماد على إحداها ضد الأخرى، ولا بد من أن ننتهج سياسة وسطية ومحايدة، ونكون قريبين من الاثنين، وهذه السياسة الآن ينتهجها المجلس الوطني الكوردي في سوريا بشكل ناجح».