أكد أكاديمي كوردي سوري، اليوم الأربعاء، أن القيادة الروسية في سوريا اقترحت على قيادتها في موسكو سحب قواتها من شمال وشرق سوريا تفادياً للتصادم مع القوات الموجودة على الأرض.
وقال الدكتور فريد سعدون، الخبير بالشؤون السورية، إن «روسيا لم تعلن مباشرة أنها ستنسحب من شرقي الفرات، وليس هناك تصريح رسمي بهذا الخصوص، لكن الروس استطاعوا أن يمرروا رسالة وذلك من خلال أشخاص آخرين مقربين منهم».
وأوضح سعدون، أن «روسيا تفترض أن الأمور في شرقي الفرات تسير باتجاه الصراع مع الأطراف الموجودة على الأرض، إما الاشتباك مع (قسد) أو مع الأمريكان، ولذلك عندما اجتمعت القيادة الروسية في سوريا اقترحت سحب قواتها من شمال شرق سوريا».
وأضاف أن «هذا الاقتراح الذي يدرس تم رفعه إلى القيادة العليا في موسكو، وربما لا تتم الموافقة عليه، وربما القيادة الروسية ترى أنه من الضروري أن تبقى قواتها في شمال شرق سوريا حفاظا على استقرار المنطقة، وحفاظا على الاتفاق الروسي التركي الذي جرى بعد الشهر العاشر من 2019 عندما دخلت القوات التركية واحتلت مناطق سرى كانيه (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض)، وأجزاء من تل تمر».
وأشار الأكاديمي الكوردي إلى أنه «ليس من مصلحة روسيا الانسحاب من شرقي الفرات، بالعكس روسيا وجدت فرصة سانحة عندما تدخلت تركيا لتكون طرفاً موجوداً على الأرض وبقوة في هذه المنطقة».
وقال سعدون: «إن روسيا حاولت استقطاب (قسد) والطرف الكوردي لأن يكونوا إلى جانبها، وبالتالي سيكونون قريبين من الحكومة السورية، ويمكن أن تكون هناك مفاوضات أو حوارات تؤدي الى نتائج ايجابية، وإذا حدث ذلك هذا يعني أن الورقة الكوردية سحبت من الأمريكان».
وأردف قائلاً: «لذلك وجدنا أن الروس مهدوا لهذا الموضوع بزيارة وفد مجلس سوريا الديمقراطية إلى موسكو وتوقيع الاتفاق الذي فيه بنود للحل السوري بشكل عام مع منصة موسكو برعاية قدري جميل وبرعاية روسيا».
ورأى سعدون في ختام تصريحه، أن «الانسحاب الروسي ستكون له نتائج، وقد تصل هذه النتائج إلى درجة الخطورة، وخاصة أن الروس هم الذين وقعوا الاتفاق مع تركيا لاستقرار المنطقة الحدودية، منطقة التماس بين (قسد) وتركيا، فإذا ما انسحبت روسيا هذا يعني انهيار الاتفاق بين الطرفين، وهذا سيفسح المجال أمام الأتراك ليشكلوا تهديداً جدياً على المنطقة».