ترجمة/ حامد احمد
عند ردهة الطوارئ المزدحمة في احد مستشفيات بغداد الرئيسة، يقف علي عباس دون ان يرتدي كمامة بانتظار دور والده المريض. عشرات من مرضى آخرين برفقة اقارب لهم يختلطون في زحام وهم بدون اقنعة وقاية.
انه مشهد يخالف ويفند ما يدعو له عمال الصحة في العراق، الذين يحذرون من ان البلد داخل في موجة جديدة من حالات الاصابة بفايروس كورونا، واحد اسباب ذلك هو ان الكثير يتهربون من الاجراءات الوقائية .
قال عباس 21 عاما وهو يقف وسط ردهة المستشفى متحديا تعاليمها بضرورة ارتداء كمامة “أنا لا اؤمن بالفايروس، واضع ايماني بالله فهو بيده كل شيء”.
صباح الجمعة عاش العراق اليوم الاول من الحظر الشامل الجديد للتجوال الذي فرضته الحكومة استجابة لارتفاع معدلات الاصابة التي رجعت مرة اخرى بعد تراجعها الخريف الماضي. وتشتمل الاجراءات اغلاق المساجد والمدارس ومنع التجمعات الكبيرة مع فرض ارتداء الكمامات .
واستنادا لمسؤولين حكوميين، رفضا الكشف عن اسميهما، فانه يتم النظر، في فرض الحظر الشامل، واغلاق المطارات والحدود أيضا.
حالات الاصابة الجديدة بعد ان كانت دون الـ600 حالة باليوم قبل شهر فقط قد ارتفعت بشكل حاد الجمعة 19 شباط لتتخطى الـ4000 حالة، مقاربة معدلات ذروة الاصابة بالفايروس خلال ايلول العام الماضي حين تم تسجيل اكثر من 5,000 اصابة باليوم .
اطباء ذكروا للاسوشييتدبرس بانهم شهدوا ارتفاعا بتسجيل الحالات منذ أسابيع. والقوا باللائمة على عدم الاكتراث بين الناس وعدم القدرة الحكومية على فرض بروتوكولات الفايروس بشكل كامل .
محمد شحاذة، طبيب مختص بالأمراض التنفسية في مستشفى الزهراء العام في بغداد، يقول “أنا طبيب اعمل على محاربة الجهل العام اكثر من محاربة الوباء .”
مع بداية هذا العام شهدت ردهة العزل الصحي في المستشفى الذي يضم 90 سريرا أربع حالات فقط. ولكن مع بداية شهر شباط ارتفعت حالات الاصابة بفايروس كورونا لديها الى 30 حالة حرجة. ويتوقع الطبيب شحاذة مزيدا من الإصابات خلال الأسابيع القادمة .
اسماعيل طاهر، طبيب في احدى مستشفيات بغداد العامة، يخمن ان واحدا فقط من بين كل عشرة اشخاص يدخلون الى المستشفى وهم يرتدون كمامات.
وتلقي وزارة الصحة باللائمة على بعض الاشخاص الذين يشككون علنا بوجود الوباء، وهو شعور سائد بين الناس .
يحيى الشمري 28 عاما خريج جامعة، يقول “انها مجرد انفلونزا. ذهبت الى المستشفى مرتين بدون ارتداء كمامة ولم اصب بالوباء.”
ويقول اطباء انه لم يواجه العراق نقصا بالتجهيزات الطبية او مستلزمات وحدات العناية المركزة، ولكن الحال قد يتغير اذا ما ارتفعت حالات الاصابة.
وقالت وزارة الصحة انها تخطط للبدء بتقديم اللقاحات بنهاية شهر آذار. وخصصت الحكومة مبالغ لتأمين 1.5 مليون جرعة لقاح من شركة فايزر ووقعت عقدا لمليوني جرعة اخرى من شركة استرازنكا. ولكن لم يعلم شيء عن كيف ستجري عملية التلقيح .
ويقول مسؤولون حكوميون بقلق انه من الصعب جدا الان، اكثر من اي فترة مضت، تغيير ممارسات وعادات متجذرة بالمجتمع تحول دون التقيد بإجراءات الوقاية .
وقال وزير الصحة حسن التميمي، للاسوشيتدبرس على هامش مؤتمر صحفي عقد مؤخرا “تغيير سلوكيات الوعي لدى العامة هو الطريق الوحيد لإيقاف تفشي آخر للفايروس المميت .”