أبطال الحياة اليومية *! ..
بقلم مهدي قاسم
ــ من انت ؟
ــ لا أعلم
ــ من أين أتيتَ
ــ لا أعرف
ــ إلى أين ذاهب ؟
ــ من أين لي أن أعرف !
ــ على الأقل .. هل من ثمة هدف ما ؟
ــ لا شيء محدد .. تاركا الأمور تجري كما هي على هواها و سجيتها .. مثل طوافة فالتة من حبالها تنداح بين لجج بحار عاصفة ولا يهمها على أي ساحل أو ضفة ستستقر ..
ـــ أمرك لغريب أيها الفتى !..
ــ فما هي أوجه الغرابة في أمري ؟
ــ كونك تعيش بلا هدف
ــ أنت غلطان في تصورك هذا ..
ــ لماذا ؟
ــ لأنني ها أنذا .. وكما ترى .. أمارس مهنة العيش بكل جدية وإخلاص ..أليس هذا بحد ذاته يُعد هدفا حاسما ونبيلا ؟ .. حاملا على ظهري صليب الرتابة والتكرار والملل والضجر ، وفي يدي معول ومطرقة و أزميل ، فضلا عن مفاجأة غير سارة قد تأتي على شكل لكمات غير متوقعة من قبل قدر متربص أو كمائن مباغتة ومخفية بين خطو ساه و آخر ، في أثناء ذلك أفعل أي شيء لاقتناص الفرح والجمال حتى أضفي على وجودي مسحة من بهجة و غبطة روحيتين من حيث أستطيع و أتمكن لا تجلى مثلما أريد و أرغب ..
وفي ظني.. ربما أن كل هذا قد يتجاوز أي هدف محدد مسبقا ، مرتقيا إلى مستوى بطولة يومية ! ..
أجل يا صاحبي نحن أبطال الحياة اليومية بكل امتياز و افتخار !..
* / مقطع من قصة غير منشورة /