أسهمت جائحة كورونا بتسريع التغيير في مجال الاتصال والتكنولوجيا، وذلك بسبب عدم اليقين حول تداعيات هذه الجائحة والوقت الذي تحتاجه الدول للتعافي منها، مما حدا بالمحللين إلى نشر توقعات أولية حول الاتجاهات السائدة في مجال الاتصال والتكنولوجيا لبقية لعام 2020.
هنا ثلاثة توقعات تعكس “الوضع الطبيعي الجديد” الذي سيستمر لبقية العام.
مراقبة الموظفين
أكثر من 80% من شركات “فورتشن 500” (Fortune 500) ستقوم بتوسيع قدراتها في مراقبة الموظفين في 2020 لمواجهة التحولات في مكان العمل.
فقد كان على رجال الأعمال التنفيذيين أن يواجهوا سؤالين مهمين خلال جائحة فيروس كورونا:
• كيف أبقي شركتي منتجة وسط التحول القسري إلى العمل عن بُعد؟
• وبمجرد عودة الموظفين إلى المكاتب، كيف يمكننا التأكد من أنهم يفعلون ذلك بأمان؟
وقدمت التكنولوجيا إجابات وحلولا عن السؤالين للعديد من المديرين التنفيذيين والشركات فعلى سبيل المثال، تقوم خدمة “هب ستاف” (Hubstaff) بتسجيل نشاط الموظفين على حواسيبهم وموقع الـ”جي بي إس”(GPS) الخاص بهم، وقالت الشركة مقدمة الخدمة إن عدد الشركات التي تستخدم خدمتها زاد أكثر من الضعف خلال الجائحة.
وللمساعدة في تسهيل العودة الآمنة إلى المكاتب، تم تطوير تطبيقي “سيلزفورس” (Salesforce) و”بي دبليو سي” (PwC) لمساعدة الموظفين في العودة بشكل آمن للعمل، ومنح أصحاب العمل إمكانية الوصول إلى الموظف ومعلومات التفاعل والبيانات الصحية.
كما زادت أتمتة المصانع أيضا في استجابة للوباء واعتمدت الشركات على أدوات لضمان اتصال العمال ومراقبة كل من الإنتاجية والموقع وفرض بروتوكولات التباعد مع الجمهور.
التهديدات الصحية لا تزال تؤثر على سياسات العمل عن بُعد، ولكن يجب أن تحافظ التكنولوجيا على خصوصية الموظفين ولا سيما عند استخدام أدوات المراقبة من قبل شركاتهم.
اعلان
فعلى سبيل المثال حاولت فيسبوك إدخال أداة لمكاتبها للمساعدة في مراقبة محادثات الموظفين، مما أثار رد فعل داخليا عنيفا وأسفر عن وقف الشركة تطوير الخاصية.
وجربت زوم (Zoom) ميزة من شأنها تنبيه المسؤول في الاجتماع إذا كان أحد المشاركين قد ذهب بعيدا عن الاجتماع لمدة تزيد على 30 ثانية. وواجهت الميزة أيضا انتقادات شرسة، وتراجعت زوم عن إدراجها.
اجتماعات الفيديو
شهد النصف الأول من عام 2020 نموا كبيرا في تقنيات مؤتمرات الفيديو، حيث أصبحت خدمات المؤتمرات مركزية في المؤسسات للتغلب على الاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا.
ووفقًا لمسح من شركة “إس أند بي” (S&P) المختصة في معلومات السوق العالمي، يتوقع استمرار نمو هذه التقنيات حيث تبحث الشركات عن سبل لخفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية أثناء العمل عن بُعد خلال الفترة المتبقية من العام خاصة أن هناك توجها بين العديد من أرباب العمل للتحول نحو العمل عن بعد حتى بعد انتهاء الوباء.
ثورة الروبوتات
كانت جائحة كورونا هي بداية تحول جوهري لرغبة الشركات والمدن لتبني تكنولوجيا الأتمتة مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والطائرات المسيّرة.
ففي محاولة لمكافحة انتشار الفيروس والحفاظ على العمليات الأساسية، تحولت الشركات الصناعية إلى تقنية الأتمتة لممارسة مجموعة من الأعمال التي تتراوح بين التنظيف والتطهير والأمن والنقل والرعاية الطبية.
وتشير تقارير النصف الثاني من عام 2020 إلى استمرار اختراق تكنولوجيا الأتمتة وتزايدها، مدفوعة بالخوف من انتشار فيروس كورونا بغض النظر عن مدى انتشار الوباء.
ويعتبر “روبوت سبوت” (Spot Robot) من شركة “بوسطن داينماكس” (Boston Dynamics) دليلا على هذا الانتشار فقد كان عمله محصورا في المختبرات قبل أن يتوسع بعد الجائحة ليشمل مستشفيات بجامعة هارفارد لفرز المرضى المشتبه في إصابتهم بكورونا عن بعد واستخدامه من قبل السلطات البلدية في سنغافورة.
وشهدت طلبات شركة “إيه إم بي روبوتكس” (AMP Robotics) زيادة كبيرة على منتجاتها من قبل المدن لاستخدام الروبوتات الآلية المشبعة بالذكاء الاصطناعي لمتابعة العمل على خطوط الإنتاج في المصانع.
وتعاونت شركة “نورو” (Nuro) في بدء تشغيل الروبوتات مع المؤسسات الطبية لمساعدتها في برنامج تجريبي لتقديم الوصفات الطبية وغيرها من الأمور الضرورية، عبر مركبات مستقلة إلى المرضى في هيوستن وتكساس.